"أنا أسعد مدرب في القارة وربما في العالم، إنه يوم تاريخي بالنسبة لنا"، بهذه الكلمات وصف المدرب المغربي للمنتخب الأردني لكرة القدم حسين عموتة مشاعره بعد فوز "النشامى" على كوريا الجنوبية بنتيجة (2 - 0) في الدور نصف النهائي لبطولة كأس آسيا 2023، ليتأهل إلى الدور النهائي للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته بالبطولة القارية التي انطلقت عام 1956، وتقام كل أربع سنوات.
وبدا أن مشاعر عموتة الغامرة هي انعكاس لحالة الفخر والاحتفال التي سيطرت على لاعبي المنتخب الأردني وآلاف الجماهير التي كانت حاضرة في مدرجات استاد "أحمد بن علي" بالدوحة، كما أنها التضاد التام لحالة القلق والتوتر والضغط التي عاشها المدرب البالغ من العمر 54 سنة قبل نحو شهر واحد، حيث كان محل انتقاد الجماهير والصحف ووسائل الإعلام الأردنية قبل انطلاق منافسات كأس آسيا.
الإطلاق حيث خسر أربع مباريات ودية متتالية أمام النرويج (0 - 6)، وأذربيجان (1 - 2)، وإيران (1- 3)، والعراق (5 - 3) بركلات الترجيح بعد التعادل (2-2) في البطولة الودية التي استضافتها العاصمة الأردنية عمان.
وتبع ذلك تعادل الأردن مع طاجيكستان بنتيجة (1-1) في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، ثم الخسارة بنتيجة (0 - 2) من السعودية في الجولة الثانية، لتتعالى الأصوات الغاضبة المنتقدة لمسار المنتخب الأردني مع المدرب عموتة قبل فترة قصيرة من انطلاق كأس آسيا.
لكن مع انطلاق البطولة القارية اكتسح المنتخب الأردني نظيره الماليزي بنتيجة (4 - 0) في المباراة الأولى بدور المجموعات وبدا أن الرسم التكتيكي الجديد للمنتخب الأردني (3 – 4 – 3) أفضل من الرسم التكتيكي السابق الذي اعتمد على رباعي دفاعي.
ومع توالي المباريات والانتصارات أصبح الفريق الوطني الأردني أكثر ثقة بخاصة بعد الفوز على العراق بنتيجة (3 - 2) في مباراة مثيرة بدور الـ16 ثم إطاحة طاجيكستان من ربع النهائي، ثم تحقيق الفوز الأول في تاريخ المواجهات مع كوريا الجنوبية.
وكانت مهمة الفوز على كوريا الجنوبية في الدور نصف النهائي شبه مستحيلة وفقاً لحسابات التاريخ والأرقام، حيث سبق أن التقى المنتخبان في ست مباريات سابقة، منها اثنتان في كأس آسيا، ومباراتان في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم، ومباراتان وديتان.
وبينما فازت كوريا الجنوبية في ثلاث مباريات على الأردن، انتهت المباريات الثلاث الأخرى بالتعادل، وكان آخرها مباراة دور المجموعات في النسخة الحالية من البطولة، حين سجل النجم الأردني يزن العرب هدفاً في مرماه من طريق الخطأ ليحرم النشامى من تحقيق أول فوز في تاريخه على كوريا الجنوبية.
وتبلغ القيمة التسويقية الإجمالية للمنتخب الأردني 13.65 مليون يورو (14.69 مليون دولار)، في المركز الـ10 بين منتخبات الكأس الآسيوية، بينما يحتل المنتخب الكوري الجنوبي المركز الثاني بقيمة تسويقية إجمالية تبلغ 193 مليون يورو (207.67 مليون دولار).
لكن النهج الجماعي والاتجاه الهجومي للمنتخب الأردني كسر حواجز الأرقام وقاد "النشامى" إلى المباراة النهائية، وقال عموتة "أؤمن دائماً بالعمل الجماعي، المنافس لم يكن سهلاً... تسجيل هدفين أمام كوريا الجنوبية ليس بالأمر السهل، لكن هذه المجموعة (من اللاعبين) استحقت الفوز... إمكانات كوريا الجنوبية قد تفوق إمكاناتنا، لكن يجب عدم الإفراط في احترام الخصم، اللاعبون قدموا أداءً بطولياً، وكان العامل الحاسم هو عدم احترام كوريا الجنوبية أكثر من اللازم".
وبينما يشارك جميع نجوم المنتخب الأردني في بناء التكتل الدفاعي المطلوب في أصعب المواقف، يبرز دور الثلاثي الهجومي المكون من موسى التعمري ويزن النعيمات ومحمود المرضي، بأجمالي ثمانية أهداف من أصل 12 هدفاً للأردن في البطولة حتى الآن.
وتسبب ثنائية "التعمري – النعيمات" صداعاً في رؤوس المنافسين، حيث سدد يزن النعيمات ثماني تسديدات في المباريات الماضية نتج منهم ثلاثة أهداف، وسدد التعمري سبع تسديدات ليسجل هو الآخر ثلاثة أهداف.
ويشارك المنتخب الأردني في كأس آسيا للمرة الخامسة في تاريخه بعد نسخ 2004 و2011 و2015 و2019، وكان أفضل مركز حققه من قبل هو السادس في نسخة قطر 2011، لكن الآن أصبح على بعد مباراة واحدة من حلم الذهب ورفع كأس البطولة.