تقام اليوم الثلاثاء مباراة ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين بايرن ميونيخ الألماني وضيفه ريال مدريد الإسباني في استاد "أليانز أرينا" معقل البطل البافاري، قبل إقامة مباراة الإياب في استاد "سانتياغو برنابيو" بالعاصمة الإسبانية مدريد الأربعاء الثامن من مايو (أيار) المقبل، لتحديد أحد طرفي المباراة النهائية التي يستضيفها استاد "ويمبلي" في العاصمة البريطانية لندن، في الأول من يونيو (حزيران) المقبل.
وتحظى هذه المواجهة المرتقبة بأهمية خاصة كونها بين ناديين من أكبر وأعرق أندية القارة العجوز بصفة عامة ومسابقة دوري أبطال أوروبا بصفة خاصة، إذ يحمل ريال مدريد الرقم القياسي لعدد الكؤوس في البطولة على مر تاريخها برصيد 14 تتويجاً، ويسير في طريق اللقب الـ15، فيما يحتل بايرن ميونيخ المركز الثالث بين الأبطال التاريخيين للبطولة برصيد ست كؤوس بالتساوي مع ليفربول الإنجليزي، ويسعى حالياً إلى فض هذه الشراكة بالوصول إلى الكأس السابعة بالتساوي مع ميلان الإيطالي.
وبعد أن نجح ريال مدريد في إقصاء بطل النسخة الماضية مانشستر سيتي الإنجليزي الذي يعد على نطاق واسع أقوى فريق في العالم حالياً، وخالف بايرن ميونيخ التوقعات بالوصول إلى نصف النهائي على حساب أرسنال الإنجليزي، أصبحت هذه المواجهة بمثابة نهائي مبكر، ومن المتوقع أن يتوج الفائز بها باللقب في النهاية، بعد ملاقاة الفائز من الصدام الثاني في نصف النهائي بين باريس سان جيرمان الفرنسي وبوروسيا دورتموند الألماني.
ويحمل تاريخ مواجهات بايرن ميونيخ وريال مدريد في دوري أبطال أوروبا أفضلية طفيفة للنادي الألماني، إذ التقيا في 20 مباراة، فاز كل منهما بتسع مباريات وتعادلا في مباراتين، وسجل بايرن ميونيخ 35 هدفاً في مقابل 32 هدفاً لريال مدريد.
وحث الألماني توماس توخيل مدرب بايرن ميونيخ جماهير فريقه على صنع أجواء خاصة عند استضافة العملاق الإسباني في ملعب "أليانز أرينا".
وقال للصحافيين في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس الإثنين "نحتاج إلى أن تكون الأجواء مذهلة ونحتاج أيضاً إلى دعم جماهيرنا، حتى في اللحظات الأكثر صعوبة، نحن والجماهير نحتاج إلى صنع أجواء تمنحنا الأفضلية".
"حين تواجه ريال مدريد فإنك تواجه أيضاً هالة الفريق والأسطورة التي تحيط به، تركيزنا ينصب بالكامل على المباراة، نتطلع قدماً لخوض مباراة عظيمة".
"ريال مدريد لديه أنماط واضحة، بخاصة في وسط الملعب، لكنها تتميز بالمرونة والخبرة والآلية".
وتحوم الشكوك حول مشاركة مجموعة من أبرز لاعبي بايرن ميونيخ في المباراة، ومن بينهم صانع الألعاب جمال موسيالا (21 سنة) الذي سجل 12 هدفاً وصنع سبعة أهداف في جميع المسابقات هذا الموسم.
وقال المدرب الألماني "حتى الآن، لا شيء مؤكد بنسبة 100 في المئة، سيخضع كونراد لايمر وماتيس دي ليخت ودايو أوباميكانو لفحوصات أخيرة قريبة، وتبدو الأمور بخير بالنسبة إلى كونراد، ونحتاج أيضاً إلى الانتظار لنرى في شأن موسيالا وليروي ساني".
وعلى الجانب الآخر قال الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد إن فريقه لن يرتكب خطأ النظر أبعد من مواجهة مضيفه بايرن ميونيخ على رغم موسم منافسه المخيب للآمال محلياً.
وأنهى باير ليفركوزن سيطرة بايرن ميونيخ لمدة 11 عاماً على لقب الدوري الألماني وحقق البطولة للمرة الأولى في تاريخه قبل أسبوعين، لكن أنشيلوتي يرى أن الخبرة الأوروبية مهمة وأن الفريق الفائز بدوري الأبطال ست مرات لديه حافز إضافي للفوز بآخر بطولة يمكنه تحقيقها هذا الموسم.
وأضاف "لست قلقاً (من كوننا المرشح الأوفر حظاً) لكنني واثق أننا سنواجه فريقاً قدم مباراة عظيمة أمام أرسنال في دوري الأبطال على رغم عدم مروره بموسم جيد محلياً".
"أقصوا أحد أقوى فرق أوروبا (أرسنال)، في دوري أبطال أوروبا التاريخ مهم جداً، إنه مهم لهم لكنه أيضاً يلعب في صالحنا".
وبلغ بايرن ميونيخ قبل نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ أربع سنوات بالانتصار (3 - 2) على أرسنال في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بدور الثمانية.
ويقترب ريال مدريد من تحقيق لقب الدوري الإسباني للمرة 36 وتمديد رقمه القياسي في الفوز بالمسابقة، إذ يبتعد بفارق 13 نقطة عن جيرونا ثاني الترتيب قبل خمس جولات على نهاية الموسم.
وقال أنشيلوتي إن بايرن وريال يتشابهان في ما يتعلق بالقدرة على التكيف مع الظروف المختلفة، وإن فريقه يستعد لما هو غير متوقع، مع رغبة توماس توخيل مدرب الفريق الألماني في الرحيل عن النادي بنهاية الموسم بأفضل صورة ممكنة.
وأردف أنشيلوتي "نحن فريقان لا يملكان هوية واضحة، إذ يمكننا لعب المباريات بطرق مختلفة".
"في ما يتعلق بجودة الأداء، هم أقوياء في التحول إلى الهجوم، يمكنهم تغيير أسلوب لعبهم وهم خطرون للغاية، لكن هذه مباراة الذهاب، إنها مواجهة من 180 دقيقة وسنخوضها بثقة، لكن مع العلم أننا نواجه منافساً قوياً يملك لاعبين أقوياء للغاية".
ولم يمنح أنشيلوتي الصحافيين أي تلميح عن التشكيلة الأساسية للمباراة، ويظل السؤال الأكبر عن هوية اللاعب الذي سيجاور أنطونيو روديغر في قلب الدفاع.
وقدم لاعب الوسط الفرنسي أوريلين تشواميني أداءً مبهراً في الدفاع في ظل غياب الثنائي إيدير ميليتاو وديفيد ألابا بعدما تعرض كل منهما لإصابة خطرة في الركبة، ويمكن أن يحصل من جديد على ثقة مدربه في هذا المركز.
وقال أنشيلوتي "سيلعب (تشواميني) غداً، لكن في أي مركز؟ لا أعرف".
وشارك ميليتاو ضمن التشكيلة الأساسية للمرة الأولى بعد تعافيه من قطع في الرباط الصليبي تعرض له في أغسطس (آب) الماضي في فوز ريال مدريد بهدف على ريال سوسيداد في الدوري الجمعة الماضي.
