في مفاجأة للجميع، تمكن تشانغ يي مينغ، مؤسس شركة ByteDance العملاقة المالكة لتطبيق تيك توك. من تصدر قائمة أغنى أغنياء الصين، متجاوزًا بذلك عملاق المشروبات تشونج شانشان.
يثير هذا التحول المفاجئ في ثروات أبرز رجال الأعمال الصينيين، العديد من التساؤلات. حول ديناميكيات الثروة في الصين والتحديات التي تواجه الشركات التكنولوجية العملاقة.
ووفقًا لأحدث تصنيف لمجلة فوربس، تصدر تشانغ، في عامه الأربعين، قائمة أغنى الأفراد في الصين بثروة قدرها 45.6 مليار دولار أمريكي. متفوقًا بفارق ضئيل على تشونج الذي بلغت ثروته 43.3 مليار دولار أمريكي. ويرجع الفضل في هذه الثروة الهائلة إلى الحصة الكبيرة التي يملكها تشانغ في ByteDance، والتي تقدر قيمتها بنحو 217 مليار دولار.
قصة صعود تشانغ يي
ولد في شهر أبريل من عام 1983، في مقاطعة فوجيان الصينية، ونشأ في بيئة عملية منذ صغره. كان يظهر شغفًا بالتقنيات الحديثة. كما يقضي ساعات طويلة في استكشاف أجهزة الكمبيوتر والبرامج المختلفة. وتخرج من جامعة نانكاي، حصل على بكالوريوس العلوم في تعليم هندسة البرمجيات.
كما دفعه هذا الشغف إلى إظهار تفوقًا ملحوظًا في مجال البرمجة وتطوير التطبيقات. بعد تخرجه. كما بدأ حياته المهنية في عالم التكنولوجيا، حيث عمل في شركات مختلفة واكتسب خبرة واسعة في هذا المجال.
وأسس شركة بايت دانس في عام 2012، وطور تطبيق الأخبار توتياو (Toutiao) ومنصة مشاركة الفيديو تيك توك. اعتبارًا من عام 2019، مع أكثر من مليار مستخدم شهريًا.
كما تقدر قيمة بايت دانس بـ 75 مليار دولار أمريكي؛ ما يجعلها واحدة من أكثر الشركات الناشئة في العالم. بحسب مجلة فوربس.
مؤسس تيك توك ودخوله مجال ريادة الأعمال
يعد تشانغ، الاسم الذي ارتبط بواحد من أسرع التطبيقات نموًا في التاريخ، TikTok. بدأ رحلته من فكرة بسيطة، ليجد نفسه يقود شركة وحيد القرن تساوي مليارات الدولارات.
ولكن نجاحه لم يأتِ دون تحديات. ففي ظل التهديدات بالحظر في أسواق رئيسية مثل الولايات المتحدة، شهدت قيمة شركته تراجعًا ملحوظًا.
ورغم الضغوط السياسية التي دفعت به للاستقالة من منصبي الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة، إلا أن تشانغ لا يزال يملك حصة كبيرة في الشركة التي أسسها.
كما يعد تشانغ يي مينغ، هو الرجل الذي حول شغفه بالتكنولوجيا إلى إمبراطورية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. وذلك بفضل مثابرته وإيمانه بقدرته على تحقيق المستحيل.
كما تمكن من بناء تطبيق تيك توك الذي يربط مليارات الأشخاص حول العالم. حيث يعتبر اليوم، واحدًا من أغنى الأشخاص في العالم بثروة تقدر بـ 49.5 مليار دولار.
صعود نجم ByteDance وسط العواصف
على الرغم من التحديات التي تواجهها ByteDance، مثل التوترات الجيوسياسية وحظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة. إلا أن الشركة استطاعت تحقيق نمو قوي في إيراداتها وأرباحها.
كما كان تطبيق Douyin، الشقيق التوأم لتطبيق تيك توك، هو المحرك الرئيسي وراء نجاح ByteDance في الصين. استطاع هذا التطبيق أن يجذب ملايين الشباب الصيني. الذين وجدوا فيه منصة للتعبير عن أنفسهم وإطلاق العنان لإبداعهم؛ ما ساهم بشكل كبير في تعزيز إيرادات الشركة.
شهد عالم الأعمال في الصين تحولات سريعة ومتسارعة. فبينما يحقق بعض رواد الأعمال نجاحات باهرة، يواجه آخرون تحديات كبيرة. وتشير قصة صعود وهبوط ثروات تشانغ يي مينغ وتشونغ شانشان إلى أن الثروة في عالم الأعمال ليست ثابتة، بل تتأثر بالعديد من العوامل، بما في ذلك التكنولوجيا والسياسة والاقتصاد.
كما تشكل قصة صعود تشانغ يي مينغ إلى قمة أثرى أغنياء الصين قصة ملهمة، ولكنها في الوقت نفسه تذكرنا بأن الثروة ليست سوى رقم. وأن النجاح الحقيقي يكمن في القدرة على التكيف والتغيير والتغلب على التحديات.
دروس مستفادة من قصة نجاح مؤسس تيك توك
كما تُعتبر قصة تشانغ يي مينغ، مؤسس شركة بايت دانس ومنصة تيك توك، مصدر إلهام كبير لرواد الأعمال حول العالم. من خلال رحلته الاستثنائية. حيث يمكننا استخلاص العديد من الدروس القيمة التي يمكن أن تساعدنا في تحقيق النجاح في عالم الأعمال الرقمية. إليك بعض أهم هذه الدروس:
1. الرؤية الاستراتيجية الطويلة الأمد
تميز تشانغ يي مينغ، مؤسس تيك توك، برؤيته الثاقبة للمستقبل التكنولوجي. خاصةً في مجال التواصل الاجتماعي ومشاركة الفيديوهات.
فبدلًا من الاقتصار على منتج واحد، ركز على بناء منصة قوية وقابلة للتطوير. ما أهّلها للتكيف بمرونة مع التغيرات المتسارعة في السوق والتكنولوجيا. كما أن هذه الرؤية الاستراتيجية الطويلة الأمد هي التي مهدت الطريق لنجاح بايت دانس وتيك توك على المستوى العالمي.
2. التركيز على المستخدم
كما أنه بفضل رؤية “مينغ” الثاقبة واستثماره في التكنولوجيا، تمكن تشانغ من تحويل تيك توك إلى ظاهرة عالمية. فمن خلال التركيز على فهم احتياجات المستخدمين وتقديم تجارب مخصصة. استطاع التطبيق أن يشكل مجتمعًا عالميًا متنوعًا، حيث يمكن للجميع مشاركة قصصهم وإبداعاتهم، ما ساهم في تحقيق نجاح تجاري كبير للشركة.
3. الابتكار المستمر:
لم يكن نجاح تيك توك وليد الصدفة، بل كان نتيجة لرؤية واضحة واستثمار مستمر في الابتكار. فقد شجع مينغ بيئة عمل تحفز الموظفين على تقديم أفكار جديدة.
كما استثمر بكثافة في تطوير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. وأثمر هذا التوجه عن تطبيق تيك توك الذي يتميز بواجهة مستخدم سهلة ومرنة. وخوارزميات ذكية قادرة على فهم سلوك المستخدمين وتقديم محتوى مخصص لكل فرد، مما جعله منصة رائدة في مجال التواصل الاجتماعي.
4. البحث عن الفرص في الأسواق الناشئة
أثبتت الأسواق الصاعدة، وعلى رأسها الصين. أنها أرض خصبة للفرص الاستثمارية. استطاع تشانغ استغلال هذا النمو الهائل من خلال تبني استراتيجية استثمارية مبتكرة.
كما أنه بدلًا من الاكتفاء بالأسواق التقليدية، بحث عن فرص جديدة في أسواق لم تستغل بعد. نجاح تشانغ يعكس الأهمية المتزايدة للأسواق الصاعدة في الاقتصاد العالمي.
5. البناء على النجاح
بعد أن أثبت تيك توك قدرته على الابتكار وتلبية احتياجات المستخدمين. واصل تشانغ مسيرته نحو التطوير المستمر. فبناءً على هذا النجاح، استثمر في مشاريع جديدة تسعى لتقديم حلول مبتكرة لمختلف التحديات التي تواجه العالم الرقمي اليوم.
6. القدرة على تحمل المخاطر
يمتلك تشانغ روح المغامرة التي دفعته إلى تجربة أفكار جديدة ومبتكرة. فبدلًا من الاكتفاء بالطرق التقليدية، اختار تشانغ طريقًا مختلفًا.
كما يعد هذا الطريق محفوف بالمخاطر، ولكنه يؤدي إلى اكتشافات جديدة. وأن هذه القدرة على الابتكار هي التي مكنته من تحقيق نجاح استثنائي.
7. الفريق المناسب:
كما أدرك تشانغ أن النجاح الحقيقي لا يتحقق إلا بوجود فريق قوي. لذلك، حرص على تكوين فريق من الخبراء والمبدعين الذين يمتلكون المهارات والمعرفة اللازمة لتحقيق أهداف الشركة. إذ أن هذا الاستثمار في الموارد البشرية هو الذي مكّن تشانغ من بناء إمبراطوريته الرقمية.