سيصل التحول الرقمي إلى آفاق جديدة مع التطورات المتسارعة، وسوف يشهد عام 2023 تطورات مستمرة بالنسبة لاتجاهات الأعمال خصوصًا عبر التقنيات الحديثة بما في ذلك: الذكاء الاصطناعي (AI) وإنترنت الأشياء (IoT) والبلوكشين وشبكات الجيل الخامس.
ولأن استخدام هذه التقنيات أصبح أكثر شيوعًا في العمليات اليومية فمن المتوقع أن يتم استخدامها لتحسين العمليات التجارية. في حين شهدت أتمتة المهام اليدوية والروتينية تطورًا رئيسيًا في 2022 سوف يشهد عام 2023 أتمتة المهام الإبداعية. بالإضافة إلى ذلك فإن الجمع بين استخدام هذه التقنيات سيؤدي إلى حلول جديدة لاتخاذ قرارات الأعمال والعمليات المرتبطة بنماذج الأعمال المختلفة.
خلال عام 2022 شملت العوائق الرئيسية التي أثرت في دمج التقنيات الحديثة: تدريب الموظفين ونقص المواهب والتعاون بين أصحاب المصلحة المتعددين وبناء استراتيجيات تتمحور حول التكنولوجيا. وعملت الشركات على حل تلك المشكلات من خلال تحديث استراتيجياتها الإدارية وتعديل إجراءات العمل؛ لضمان الاعتماد الناجح للأدوات الرقمية.
على هذا النحو من المتوقع أن تتجاوز الشركات تلك التحديات وتطبق هذه التعديلات في عام 2023 لتحقيق مبيعات وتسويق أكثر فاعلية، وسلاسل توريد مرنة، وعمليات تصنيع مبسطة.
مرونة سلسلة التوريد ضمن الأولويات العالمية للشركات
مع توقع التضخم المستمر وتباطؤ النمو الاقتصادي في عام 2023 ستصبح مرونة سلسلة التوريد أولوية رئيسية لنجاح الأعمال. في العام الماضي كانت العديد من الشركات لا تزال تتعافى من الخسارة المالية الناتجة عن اضطراب سلاسل التوريد بسبب الجائحة؛ لذلك يجب عليها إعطاء الأولوية لمرونة سلاسل التوريد بهدف مكافحة التحديات الاقتصادية. وهذا يشمل: تنويع الموردين لتلبية طلبات المستهلكين، زيادة فعالية المبيعات والتسويق، تحسين عمليات التصنيع المبسطة لخدمة العملاء.
ومع التخفيف للإجراءات الإحترازية في الصين ستكون هناك فرصة كبيرة لمراجعة وتحسين سلاسل التوريد المرتبطة بالاقتصاد الصيني.
إن استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لا يزالان يلعبان دورًا في تقييم المخاطر والتخطيط. والأدوات والبرامج التي تقدم نماذج مخصصة لتحليل المستندات وتقييم المخاطر ستكون ذات أهمية كبيرة. وعلى الرغم من أن دور الخبراء في ذلك له نفس الأهمية فإن استخدام البيانات والتحليلات لأتمتة عمليات تقييم المخاطر يمكن أن يدعم اتخاذ القرار الصحيح والفعال؛ من خلال تمكين القادة من التركيز على المهام الأكثر إلحاحًا.
معايير الاستدامة تواصل دفع اتجاهات الشراء
يوضح تقرير Deloitte Global Marketing Trends 2022 أن 57% من المستهلكين حول العالم أكثر ولاءً للعلامات التجارية الملتزمة بالاستجابة للتحديات الاجتماعية والبيئية. علاوة على ذلك يمكن للعملاء ذوي الوعي أن يميزوا عندما تسعى الشركات الى الاستفادة من تحقيق أهداف الاستدامة في زيادة الإيرادات.
ونظرًا لزيادة شكوك العملاء بشأن نية العلامات التجارية؛ بسبب عدم وجود التزام طويل الأجل بالاستدامة؛ لذلك يجب أن تأخذ الأعمال في الاعتبار زيادة وعي المستهلك من خلال تحديد أهداف واقعية لتحقيق المصداقية والشفافية. ولا بد أن تركز الشركات بشكل حاسم أيضًا على متابعة أدائها مقابل هذه الأهداف.
أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها الشركات عند تبني الإنتاج المستدام هي التكاليف الإضافية. ويمكنها التخفيف من تأثير هذه التكاليف من خلال الانتقال التدريجي إلى الاستدامة. على سبيل المثال: تتحدى بعض الشركات مستهلكيها للاختيار بين الخيار الأرخص والخيار المستدام من خلال دفع تكلفة إضافية. وعن طريق جعل المستهلكين جزءًا من الحل تستطيع العلامات التجارية توسيع الشعور بالمسؤولية ليشمل المجتمع ككل.
تزايد الاتجاه نحو تجربة المستهلك الغامرة
سوف يستمر الاتجاه نحو التجارب الغامرة؛ حيث تتطلع العلامات التجارية بشكل متزايد إلى زيادة التفاعل مع المستهلكين عبر تقنيات غامرة من خلال أدوات تقنية حديثة مثل: البيئات ثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي.
على سبيل المثال: تقدم بعض العلامات التجارية غرف ملابس افتراضية مع عروض افتراضية مثل “يمكن ارتداؤها” للمنتجات. تعد Nike مثالًا جيدًا على ذلك حيث استحوذت العلامة التجارية على RTFKT studio، وهي شركة مقتنيات رقمية، والتي ستمكّن من بيع أحذية رياضية افتراضية. بالإضافة إلى ذلك تُعين العلامات التجارية بشكل متزايد كبار مسؤولي الخبرة (CXO) -كبير مسؤولي الخبرة هو المسؤول عن الحفاظ على التفاعلات الجيدة بين العلامة التجارية وقاعدة عملائها- لضمان دمج التقنيات الغامرة في استراتيجية الأعمال. وهذا يشمل رواد الصناعة مثل Adobe وAdweek.
أمان وخصوصية البيانات
أخيرًا سوف تتخطى الشركات التحديات والشكوك المرتبطة بالخصوصية المحيطة بجمع البيانات بشكل أكثر كفاءة. وعلى الرغم من ظهور تقنيات الواقع الموسع وانتشارها المتزايد كان الأمان والخصوصية من بين العقبات الرئيسية التي تحول دون تبنيها بين بعض فئات المستهلكين. ومع زيادة الاهتمام بالشفافية حول جمع البيانات من المحتمل أن تكون هناك تطورات في اللوائح ذات الصلة؛ بهدف الاستجابة لانتشار هذه التقنيات الجديدة.
