وضع مدرب برشلونة تشافي هيرنانديز حداً لفترة عمله مديراً فنياً للنادي الكتالوني، حين أعلن مساء أمس السبت رحيله عن منصبه بنهاية الموسم الحالي، على خلفية تراجع أداء ونتائج الفريق في الدوري الإسباني، وخروجه من كأس ملك إسبانيا، وخسارته لقب كأس السوبر الإسبانية التي أقيمت في العاصمة السعودية الرياض هذا الشهر.
وفاجأ تشافي الصحافيين في المؤتمر الصحافي عقب خسارة برشلونة من فياريال بنتيجة (5 - 3) حين قال "قبل أن تطرحوا أي أسئلة، أود أن أعلن أنه في الـ30 من يونيو (حزيران) لن أستمر مدرباً لبرشلونة، إنه قرار اتخذته مع الرئيس لابورتا ونائبه رافا يوستي ومع ديكو".
وأضاف "الوضع الذي نحن فيه يتطلب تغيير الاتجاه، وباعتباري مشجعاً لبرشلونة أعلم أن الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا النحو، أعتقد أن النادي يحتاج إلى تغيير الاتجاه وهذا في صالح اللاعبين الذين أعتقد أنه سيتم تحريرهم بالقرار".
ويرى تشافي أن وجوده يضغط على إدارة النادي التي لن تتمكن من إقالته بسبب قيمته التاريخية كأحد أهم أساطير النادي، وكذلك يضع مزيداً من الضغوط على اللاعبين. وقال "هناك كثير من التوتر حول الفريق، من أجل مصلحة مجلس الإدارة، أفضل شيء بالنسبة إليَّ هو الرحيل".
"سأبذل قصارى جهدي حتى يونيو وأعتقد أنني أفعل الشيء الصحيح".
ويحتل تشافي مكانة خاصة في برشلونة، إذ استهل مسيرته لاعباً من داخل أكاديمية "لا ماسيا" لرعاية الناشئين في النادي، واستمر فيها بين عامي 1991 و1997، وتم تصعيده للعب في فريق برشلونة "ب" لمدة عامين، وتزامن ذلك من انطلاقه نحو الفريق الأول عام 1998.
وحمل تشافي قميص الفريق الأول لبرشلونة لمدة 17 سنة حتى عام 2015، وخلال تلك الفترة خاض 767 مباراة ليصبح اللاعب الأكثر مشاركة في المباريات خلال تاريخ النادي، قبل كسر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الرقم بخوض 778 مباراة.
وفاز تشافي بـ25 لقباً كبيراً مع برشلونة من بينها ثمانية ألقاب للدوري الإسباني، وأربع كؤوس لدوري أبطال أوروبا.
وسرعان ما ظهرت بصمات تشافي على نتائج برشلونة، إذ تسلم الفريق في موسم (2021 - 2022) وكان يحتل المركز التاسع في الدوري الإسباني متأخراً بفارق 11 نقطة عن ريال سوسيداد المتصدر آنذاك، وبـ10 نقاط عن غريمه التاريخي ريال مدريد، لكن مع توالي الانتصارات أنهى برشلونة الموسم في المركز الثاني خلف ريال مدريد ليضمن التأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم التالي.
وفي الموسم الماضي (2022 - 2023) كاد تشافي أن يقود برشلونة لتحقيق الثلاثية المحلية، إذ فاز بلقب كأس السوبر الإسبانية التي أقيمت في السعودية، ثم استعاد لقب الدوري الغائب منذ موسم (2018 - 2019)، إذ تفوق على أقرب منافسيه ريال مدريد بفارق 10 نقاط، وبلغ نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، لكنه ودع البطولة على يد ريال مدريد بنتيجة (1 - 4) في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
وخلال الموسم الحالي تبدلت الأوضاع تماماً بخاصة في الأسابيع الأخيرة التي شهدت تزايد الضغط على الفريق مع إشاعات عن حرص المدير الرياضي البرتغالي ديكو على استبدال تشافي بمدرب الفريق الرديف رافائيل ماركيز، وما عزز ذلك الاتجاه هو أن الهزيمة أمام فياريال جاءت بعد ثلاثة أيام فقط من خروج برشلونة من كأس إسبانيا على يد أتلتيك بلباو.
وخلال 122 مباراة في تدريب برشلونة حقق تشافي 76 انتصاراً و20 تعادلاً و26 هزيمة. أضاف "لقد كنت أفكر في الأمر لفترة طويلة، آمل في أن نتمكن من الفوز بدوري أبطال أوروبا، ومع هذا الإعلان أنا أكثر ثقة في قدرتنا على ذلك".
وقبل الرحيل عن برشلونة سيكون تشافي أمام معضلة التعامل مع تحديات عدة ستسهم بصورة أو بأخرى في تسهيل أو تعقيد مهمة من سيخلفه في قيادة الفريق، إذ يحتل "البارسا" المركز الثالث في ترتيب الدوري الإسباني برصيد 44 نقطة بعد مرور 21 جولة، وتفصله ثلاث نقاط فقط عن الخروج من المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، ولذلك سيكون على الفريق التمسك بموقعه داخل المربع الذهبي أياً كانت الظروف.
وعلى الصعيد القاري، نجح برشلونة في عبور دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، وأوقعته قرعة دور الـ16 في مواجهة نابولي الإيطالي، وسيكون عليه التفوق على النادي الجنوبي في مجموع مباراتي الذهاب والإياب إن أراد الاستمرار في المنافسة وبلوغ ربع النهائي.
وعلى النقيض من إنجازات برشلونة المحلية مع المدرب تشافي كانت نتائجه على الصعيد الأوروبي، إذ ودع الفريق منافسات دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات في الموسمين الماضيين، ووصل إلى ربع نهائي مسابقة الدوري الأوروبي في (2021 - 2022) قبل الخسارة من آينتراخت فرانكفورت الألماني الذي حقق اللقب لاحقاً، وفي الموسم التالي فشل في بلوغ نهائيات الدوري الأوروبي حين خسر في مجموع مباراتي الذهاب والإياب أمام مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وسيبدأ برشلونة الآن البحث عن بديل، وبينما تبدو الخيارات كثيرة حتى نهاية الموسم فإن مدرب جيرونا ميغيل سانشيز يتقدم الصف بعد المسيرة الذهبية للفريق الصغير في موسم الدوري الإسباني، وقدرته على مناطحة ريال مدريد، والتفوق على أتلتيكو مدريد وبرشلونة.
وخلال الساعات الأخيرة ظهر اسم المدرب الألماني يورغن كلوب بعد إعلانه الرحيل عن ليفربول بنهاية الموسم الحالي، حيث إن الرئيس لابورتا من أشد المعجبين بكلوب على رغم أن إقناعه بالتخلي عن خططه للحصول على إجازة طويلة لن يكون سهلاً.