اقترب نادي ريال مدريد الإسباني من الإعلان عن ضم المهاجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي من باريس سان جيرمان بعد نهاية عقده مع النادي الباريسي في الـ30 من يونيو (حزيران) المقبل، ليسدل الستار على إحدى أطول قصص الانتقالات في تاريخ كرة القدم.
وينظر إلى مبابي (25 سنة) على أنه اللاعب الأفضل في العالم حالياً والوريث المنطقي لعرش الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، مما يجعل انتقاله إلى ريال مدريد إضافة هجومية هائلة للفريق الذي يقوده المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي، لكن في الوقت نفسه ستعيد هذه الصفقة الكبرى تنظيم المنظومة الهجومية للنادي الملكي الإسباني، والتي يقودها حالياً البرازيليان فينيسيوس جونيور ورودريغو، مع مشاركة من لاعب الوسط الهجومي جود بيلينغهام الذي لمع سريعاً بعد انضمامه إلى "سانتياغو برنابيو" وأصبح هداف الفريق.
ونظراً للمستوى المميز والثابت الذي يقدمه مبابي على الجهة اليسرى، واقتراب وصول المهاجم البرازيلي الشاب إندريك لشغل مركز قلب الهجوم، يبدو أن فينيسيوس الذي يلعب أساسياً في الجهة اليسرى وبلا منازع، سيجد نفسه في موقف ضعف.
وعلق البرازيلي رودريغو على صفقة مبابي قائلاً عقب الفوز على أتلتيك بيلباو في الدوري الإسباني "أعتقد أن مبابي يقترب من ريال مدريد كما يقول الصحافيون، وأنا أثق بكم لكن لا أعرف ما سيحدث".
وعن موقعه في الملعب إن تمت صفقة مبابي، قال "بالطبع ستكون مشكلة جميلة للمدرب كارلو أنشيلوتي، أنا أركز على عملي مع ريال مدريد وحسب".
ووفقاً لما ذكره تقرير لصحيفة "سبورت" الإسبانية فإن موقف فينيسيوس نبه عدداً من الأندية التي قد ترغب في التعاقد معه مثل ليفربول وتشيلسي الإنجليزيين وباريس سان جيرمان الفرنسي، مع انتشار إشاعات عن رسوم انتقال ضخمة بقيمة 200 مليون يورو (217.16 مليون دولار) لإغراء ريال مدريد بالتخلي عن نجمه البالغ 23 سنة، والذي ينتهي عقده الحالي في الـ30 من يونيو 2027.
وأضاف التقرير أن عاملاً إضافياً قد يغري فينيسيوس نفسه للرحيل عن الدوري الإسباني وهو الابتعاد عن الهجمات العنصرية التي يتعرض لها خلال السنوات الأخيرة وخيبة أمله المعلنة في كرة القدم الإسبانية، حيث كان صريحاً في انتقاد تدني مستوى حماية الحكام للاعبين والوابل المستمر من الإساءات العنصرية التي يتعرض لها، وقد بكى أخيراً في مؤتمر صحافي مع المنتخب البرازيلي.
ومع ذلك فإن ريال مدريد قد يرفض كل المغريات أملاً في الحفاظ على أحد أهم اللاعبين في العالم خلال السنوات الأخيرة، إذ نجح فينيسيوس منذ انتقاله إلى مدريد في صيف 2018 مقابل 45 مليون يورو (48.86 مليون يورو) في خوض 253 مباراة سجل خلالها 77 هدفاً وصنع 72 هدفاً آخر، ليصبح أحد أبرز نجوم الفريق.
وتقدر إدارة ريال مدريد برئاسة فلورنتينو بيريز أخلاقيات عمل اللاعب البرازيلي ودفاعه المستمر عن نفسه وبقية اللاعبين الذين يعانون من هجمات العنصرية، وفي حين أنهم لا يستطيعون السيطرة على التحكيم على أرض الملعب، إلا أنهم يحثون فينيسيوس على التخفيف من حدة مزاجه وانفعالاته التي تضعه في مرمى الحكام والبطاقات الملونة. في كثير من الأحيان.
وعلى رغم هذه التحديات، يبدو أن كلاً من فينيسيوس وريال مدريد مصممان على إنجاح هذه الشراكة، حيث حصل على القميص رقم "سبعة" الذي يمثل قيمة هائلة في ريال مدريد، ويفكر النادي في تمديد عقده ليحصل على زيادة كبيرة في الراتب توازي دوره مع الفريق، بخاصة بعد قدوم لاعبين برواتب ضخمة مثل بيلينغهام ومبابي.