يبدو أن لائحة الاتهام التي تلاحق الرئيس السابق دونالد ترامب تثير حماسة المستثمرين، الذين يراهنون على أن التهم الجنائية ستساعد الرئيس السابق وتجعله أكثر ثراءً.
قفزت أسهم شركة الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة المرتبطة بترامب نحو 10% منذ إغلاق الأسواق يوم الخميس حتى صباح الجمعة.
تخطط مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا التابعة للرئيس السابق، التي تمتلك المنصة المشابهة لتويتر Truth Social، للاندماج مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة SPAC تسمى Digital World Acquisition Corp.
وحيث لا يمكن للمستثمرين شراء الأسهم مباشرة في شركة ترامب الخاصة، فإنهم يتجهون إلى شراء أسهم شركة الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة SPAC المتداولة علنًا، التي ستمنحهم حصة من أعمال ترامب إذا اكتمل الاندماج.
على ماذا يراهن المستثمرون؟
من المحتمل أن المستثمرين يراهنون على أن التهم الجنائية ستلفت الانتباه إلى Truth Social، وهو المكان الذي يشارك فيه ترامب حاليًا نفس رسائله ذات الأحرف الكبيرة المليئة بالأخطاء المطبعية التي جعلته مشهورًا في السابق على منصة تويتر.
على سبيل المثال، كتب ترامب على منصته ليلة الخميس: "هؤلاء السفاحون والوحوش اليسارية المتطرفة أشاروا بأصابع الاتهام إلى الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية".
وأضاف بأحرف كبيرة: "إن هذا هجوم على بلدنا لم يسبق له مثيل من قبل".
من الناحية النظرية، يمكن لهذا النوع من الخطاب أن يجذب الجمهور، ما قد يزيد من عائدات الإعلانات، وبالتالي ينمي أعمال ترامب.
ولكن البيانات المبكرة تشير إلى أن الأمور قد لا تسير على النحو الذي يأمله المستثمرون، إذ وصل عدد متابعي ترامب على منصته Truth Social إلى 5.05 مليون متابع صباح يوم الجمعة، بزيادة طفيفة للغاية عما كان عليه قبل يومين والبالغ 5.04 مليون متابع.
لا يمتلك أحد حصة أكبر في كل هذا من الرئيس السابق، إذ تقول إيداعات لجنة الأوراق المالية والبورصات إن حصة ترامب في الكيان المندمج قد تبلغ 73.3 مليون سهم.
عندما أغلقت الأسواق ليلة الخميس، مع تداول الأسهم عند 13.06 دولار، كان المستثمرون يعتقدون أن حصة ترامب تبلغ 957 مليون دولار.
أما بحلول صباح يوم الجمعة، مع تداول الأسهم عند 14.42 دولار، وصلت حصة ترامب إلى 1.057 مليار دولار.
وإذا استمر حماس المستثمرين، فقد يستفيد ترامب أكثر، إذ إن اتفاقية الاندماج تنص على أن ترامب إضافة إلى المساهمين الآخرين في شركته، يحصلون على أسهم مجانية إذا ظل سعر الشركة المندمجة أعلى من 15 دولارًا لفترة من الوقت، أي أسهم إضافية لترامب بنحو 12.8 مليون سهم، وبحساب قيمتها عند 15 دولارًا، يصل إجمالي الحصة المضافة لترامب نحو 192 مليون دولار.
الرياح المعاكسة
قد يحدث الكثير قبل أن يتمكن ترامب من الحصول على كل هذه الأموال، إذ ليس من المؤكد على الإطلاق أن شركة Digital World ستندمج فعليًا مع مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا.
من جانبها تحقق لجنة الأوراق المالية والبورصات ووزارة العدل وهيئة تنظيم الصناعة المالية في صفقة الاندماج، وتراجع الأنشطة التجارية والاتصالات بين شركة الاستحواذ الخاصة SPAC وأعمال ترامب.
وبينما تقوم السلطات بعملها، مددت شركة Digital World التاريخ الذي تخطط بحلوله للاندماج ثلاث مرات، بل وأقالت رئيسها التنفيذي منذ أسبوعين.
وحتى إن اكتملت الصفقة، فقد تتعثر أسهم الشركة بسهولة بعد ذلك، فقد انخفض سهم Digital World بالفعل من 175 دولارًا إلى 14.42 دولار في الوقت الحالي.
على سبيل المثال، ارتفعت الأسهم مؤقتًا قبل أن تتراجع مرة أخرى عندما ألمح ترامب إلى خوضه الانتخابات الرئاسية 2024.
ولا يمكن إغفال إمكانية إدانة ترامب، الأمر الذي لا يمكن التنبؤ بأثره في علاقة الرئيس السابق بأعمال منصة وسائل التواصل الاجتماعي.
لهذا أشارت اتفاقية الاندماج بين الكيانين إلى أن ملكية الرئيس السابق ودوره في المشروع سيجري تنظيمه للحفاظ على الاستمرارية في حالة حدوث أمر طارئ. وعرفت ذلك على أنه أحد أمرين، إما إعلان ترامب عن حملة سياسية أخرى أو إدانة الرئيس السابق في إحدى التهم الجنائية.
تحقق الأمر الأول، فما بال الأمر الآخر؟