أذا شاهدت فيلم “Ready Player One “ فربما ستتضح لك الفكرة الجديدة، وهي عبارة عن عالم موازي للواقع إلا أنه عالم إفتراضي بالكامل، يتفاعل فيه الناس عن طريق أفاتارات أو شخصيات كرتونية داخل هذا العالم.
ولكن كل ذلك لم يعد مجرد خيال علمي نشاهده في الأفلام، وقد خططت شركة فيسبوك أو (ميتا) جيدًا لهذا النوع من مواقع التواصل منذ إستحواذها على شركة Oculus VR عام 2014 لتهيئة البيئة المناسبة للميتافيرس.
يوضح الرئيس التنفيذي مارك زكربيرج أن Facebook أصبح الآن Meta ميتا، مما سبب الكثير من الإرتباك في هذه الأشهر، لأن Facebook – الذي يستخدم منتجاته أكثر من 3 مليارات شخص في جميع أنحاء العالم – قرر تغيير علامته التجارية.
في الفقرات القادمة سنستعرض كل ما تحتاج معرفته حول إسم فيسبوك الجديد، معناه، والغرض من تغييره، وماهي التوقعات حول مستقبل الشركة.
الإعلان عن الإسم والشعار الجديد لفيسبوك
في الثامن والعشرين من شهر أكتوبر الجاري، وبعد الكثير من التكهنات والتوقعات، تم تغيير إسم شركة Facebook، الشركة التي تمتلك منصات Facebook و Instagram و WhatsApp، إلى شركة Meta.
قال الرئيس التنفيذي “مارك زكربيرج” للحاضرين في مؤتمر الشركة السنوي Connect “في الوقت الحالي، ترتبط علامتنا التجارية إرتباطاً وثيقًا بمنتج واحد، وهذا لا يمثل كل ما نقوم به اليوم، ناهيك عن المستقبل، بمرور الوقت، آمل أن يُنظر إلينا على أننا شركة Meta، وأريد أن أرسخ عملنا وهويتنا على أساس ما نبنيه”.
شكل شعار شركة ميتا فيسبوك سابقاً
شكل شعار Meta، فيسبوك سابقاً
من المهم ملاحظة أن Facebook و WhatsApp و Instagram سيحتفظون بأسمائهم، لكن الشركة التي تملكها وتديرها سيُطلق عليها الآن Meta، مثلما حدث مع شركة Google عام 2015 لتصبح وجميع شركاتها الأخرى تحت شركة أم سمتها Alphabet.
حتى أن Facebook (الشركة) قامت بتغيير الشعار خارج مقرها في 28 أكتوبر الجاري إلى الشعار الجديد الذي يظهر في الصورة.
ما هي تقنية Metaverse؟
تم إختيار الإسم ليعكس صدى المنتج الرئيسي الذي يأمل زكربيرج في أن يمثل Facebook – الآن Meta – بواسطة: Metaverse، وهي مثلما ذكرنا ستكون مساحة إفتراضية ثلاثية الأبعاد مشتركة عبر الإنترنت، يهتم عدد من الشركات الكبرى بإنشائها حالياً كنوع من الإصدار المستقبلي للإنترنت.
كتب زكربيرج في رسالة أعلن فيها عن إعادة تسمية فيسبوك “في هذا المستقبل، ستكون قادرًا على الانتقال الفوري كصورة ثلاثية الأبعاد لتكون في المكتب دون تنقل، أو في حفلة موسيقية مع الأصدقاء، أو في غرفة معيشة منزلك”.
ماهو دافع مارك زكربيرج من تغيير إسم فيسبوك؟
لسبب واحد، لا تريد Meta أن تُعرف كمنصة تواصل إجتماعي، يقول Anupam Chander من مركز القانون بجامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة “أشك في أن الأمر يتعلق برغبة فيسبوك في إمتلاك نظام التشغيل في المستقبل وتكرار تجربة كون فيسبوك تطبيقًا يعمل على أنظمة تشغيل شركات أخرى منافسة” يعني متاجر تطبيقات أبل وجوجل.
“إنهم لا يريدون أن يكونوا سجناء على منصات الآخرين، بل يريدون العكس، أن يصبح الآخرون سجناء على منصتهم”.
أشار مؤسس Meta بالفعل إشارات خفية إلى شركة Apple في إعلانه، قائلاً إنه يريد تجنب شركة واحدة تقيد ما يمكنك القيام به وتفرض رسوم عالية، لكن Max Van Kleek من جامعة أكسفورد يشك في أن Meta نفسها ستستطيع السيطرة على على عالم الميتافيرس.
“هل ستوفر Meta الأدوات ببساطة بدلاً من أن تكون حارس البوابة؟ أشك في أنهم سيفعلون أي شيء قد يضر بمكانتهم كمزود إعلان للميتافيرس، فلدى فيسبوك أشياء أكبر لتقلق بشأنها.
فقد كان هناك تزايد مستمر في القصص السلبية حول فيسبوك بعد نشر وثائق حساسة، وهي وثائق داخلية تسلط الضوء على مشاكل الشركة أفصحت عنها الموظفة السابقة في فيسبوك فرانسيس هوغن، لذلك رأى البعض في الأسم الجديد وسيلة لصرف الإنتباه عن تلك الرواية.
تقول Taina Bucher من جامعة أوسلو بالنرويج ومؤلفة كتاب Facebook “الأخبار السيئة والمعارك السياسية التي تخوضها فيسبوك حاليًا لها علاقة بمنتجات الشبكات الإجتماعية الخاصة بها”.
“لذا فإن إطلاق شيء جديد تمامًا، في أذهانهم هو وسيلة لإعادة العلامة التجارية تمامًا والبدء من جديد، دون تغيير الكثير مع المنتجات الحالية التي تنطوي على المشاكل”.
يرى Chander أيضاً أنها محاولة للتغاضي عن المشكلات التي أثارتها وثائق فيسبوك، بدلاً من تصحيحها، ويقول “أعتقد أن موقع فيسبوك يحاول التظاهر بعدم وجود تيار معاكس قوي، والإستمرار في العمل كما لو أن هذا التيار المعاكس لم يكن موجوداً”.
ماهي التبعات الإقتصادية لتغيير إسم فيسبوك؟
بعد إعلان زكربيرج تغيير إسم الشركة إرتفعت أسهم “فيسبوك” بنحو 3%، وقالت الشركة إن سهمها سيبدأ التداول تحت الرمز “MVRS”، بدلًا من “FB” في 1 ديسمبر القادم.
يذكر أن مبيعات Meta جائت في الربع الثالث إلى جانب توقعات الربع الرابع دون توقعات المحللين، ويرجع ذلك جزئيًا إلى قواعد أبل الجديدة التي فرضت قيوداً على التطبيقات التي تستخدم البيانات مثل فيسبوك وإنستجرام.
ميتا أو فيسبوك سابقاً هي مؤسسة لكسب المال، وقد نمت لتصبح سادس أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، ومن المتوقع أن تصل الإيرادات هذا العام إلى 117 مليار دولار، إرتفاعًا من 5 مليار دولار في عام 2012.
ومن المتوقع أن يقترب صافي الربح من 40 مليار دولار في عام 2021، وتمتلك الشبكة حوالي 24% من سوق الإعلانات الرقمية المقدر بنحو 200 مليار دولار، هذا إضافة إلى جوجل التي تتصدر بحوالي 29% من سوق الإعلانات الرقمية.
ماذا سيحدث إذا نجحت Meta؟
إحدى المشكلات مع Meta التي تحاول أن تكون الشركة الوحيدة التي تعتمد عليها تقنية Metaverse هي الدور المحوري الذي ستلعبه في حياتنا إذا أصبحت رؤيتها للمستقبل حقيقة واقعة.
وقد عانت الشركة مؤخراً من إنقطاعات في تطبيقاتها الرئيسية مما أدى إلى عدم القدرة على التواصل في أجزاء كبيرة من العالم في الأشهر الأخيرة، وإذا حدث مثل هذا الشيء في عالم الواقع الإفتراضي واسع الإنتشار مثل Metaverse، فقد تكون العواقب وخيمة.
تقول Tiana أيضاً “إن المفهوم الكامل للميتافيرس ساذج للغاية، إنه يضع الكثير من الإفتراضات الشاملة حول الطريقة التي يعيش بها الناس حياتهم، أنا متأكدة من أنه لن يشعر الجميع بسعادة (غامرة) لوجودها في مساحة المنزل”.
ويقول Chander “هذا عالم آخر يريدون غزوه بعد أن غزوا الأرض، إنهم يريدون الآن غزو العالم الإفتراضي أيضاً”.