ازدهرت التجارة الإلكترونية خلال السنوات الماضية في المملكة العربية السعودية بشكل كبير بفضل التوجهات الحكومية والطفرة التنموية، خاصة مع ارتفاع عدد مستخدمي التسوق عبر الإنترنت أو تفضيلات الفتيات للشوبينج عبر المنزل، وعليه قامت الحكومة السعودية باتخاذ مجموعة من التدابير من أجل تحفيز زيادة نمو هذا القطاع الذي يُعد من أكثر المشروعات تفضيلاً لرواد الأعمال المبتدئين.
ووفق آخر مؤشرات حكومية مُعلنة عن التجارة الإلكترونية في السعودية، فقد توقع تقرير صادر عن مركز التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية أن تبلغ قيمة سوق التجارة الإلكترونية في المملكة 6.388 مليار دولار أمريكي مع نهاية عام 2024.
على أن يصل عدد المتسوقين عبر الإنترنت في المملكة إلى 33.6 مليون شخص بحلول نهاية عام 2023.
وتعتبر أكثر مجالات أو تخصصات بيع التجارة الإلكترونية شهرة في المملكة، والأكثر مبيعًا عبر الإنترنت هي منتجات الأزياء والإكسسوارات، والإلكترونيات، إضافة لديكورات المنزل والأثاث، والمنتجات الغذائية.
ويعتبر أكثر ما ساعد على نمو هذا النوع الجديد من التجارة في المملكة، هو تحسن البنية التحتية للدفع الإلكتروني وفقاً لرؤية المملكة 2030، التي واكبت زيادة استخدام الهواتف الذكية، إضافة إلى دعم الحكومة للتجارة الإلكترونية التي لعبت دوراً هاماً في نمو هذا القطاع.
شروط التجارة الإلكترونية في السعودية
تضع السعودية إطار تنظيمي شامل لأنشطة التجارة الإلكترونية بموجب قانون التجارة الإلكترونية الصادر في 10 يوليو 2019، وهو متحكم في جميع معاملات التجارة الإلكترونية في المملكة وبناء عليها يحدد حقوق والتزامات التجار والعملاء.
كما يتعين على الراغبين في بدء نشاط تجاري معرفة النقاط الرئيسية التي تسبق الانطلاق في مشروع التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية.
-
تسجيل الشركة في وزارة التجارة والاستثمار:
يُعد تقديم الوثائق القانونية التي تثبت صحة وشرعية ممارسة التجارة الإلكترونية ضروريًا لبدء النشاط التجاري. يشمل ذلك تسجيل العلامات التجارية وتحديد وسائل الدفع المتاحة.
-
توفير وسائل دفع آمنة:
يجب توفير وسائل دفع آمنة وموثوقة للمستخدمين، مع استخدام بوابات دفع موثوقة مثل PayPal والبطاقات الائتمانية الرئيسية.
-
وضع شروط وأحكام واضحة:
يتعين وضع شروط وأحكام مفصلة وواضحة للمستخدمين، تشمل الأسعار والضرائب وسياسات الشحن والتوصيل والإرجاع والاسترداد.
-
الالتزام بقواعد المنافسة العادلة:
يجب الالتزام بقواعد المنافسة العادلة، مع تجنب الاحتكار والتسويق الخادع ومعاملة المنافسين بشكل عادل وشفاف.
-
تحديد عنوان محدد وواضح:
يجب وجود عنوان مُحدد وواضح أثناء إنشاء سجل تجاري.
-
الالتزام بقوانين الإعلان والتسويق:
يتعين على التجار الالتزام بمعايير الجودة والصحة والسلامة في الإعلان والتسويق.
-
حماية المعلومات الشخصية والتجارية:
يجب حماية المعلومات الشخصية للمستخدمين من الاختراق أو السرقة، مع توفير نظام أمان موثوق به.
-
الالتزام بدفع الضرائب:
يجب دفع الضرائب المفروضة على الأرباح من التجارة الإلكترونية وتقديم التقارير الضريبية الدورية في الوقت المحدد.
هذه الخطوات تُشكّل إطارًا قانونيًا وتنظيميًا يُسهم في تحقيق نجاح مشروع التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية.
نصائح رواد الأعمال لنجاح التجارة الإلكترونية في السعودية
أصبحت التجارة الإلكترونية في السعودية في الوقت الراهن واحدة من أهم الفرص الهامة لرواد الأعمال المبتدئين، خاصة مع انتشار التكنولوجيا وتغيرات أسلوب الحياة.
ومع سعي الشباب لبناء أعمالهم الخاصة، لذلك تقدم إليك مجلة “رواد الأعمال” مجموعة من النصائح المساهمة في نجاح مشروعك يجب أن تعرفها قبل البداية:
أدرس أولاً السوق والجمهور قبل أن تبدأ لتفهم أكثر احتياجات الجمهور السعودي. فتستطيع من خلالها معرفة ما إذا كان هناك طلب متزايد على منتجات أو خدمات معينة؟ إضافة لفهم واستيعاب ما هي الاتجاهات الحالية في سلوك المستهلكين؟.
- تحديد المنافسين ونقاط قوتهم وضعفهم، مع المقارنة بمنتجك وإجابة سؤال هل يمكنك تقديم منتجات ذات جودة عالية، أو خدمة عملاء استثنائية؟ فا بنسبة كبيرة تُعد نجاحات هذه الجوانب واحدة من أبرز خطوات نجاح مشروعك.
- اهتم أكثر بجميع المنصات الخاصة بالتجارة الإلكترونية والتي تناسب نوع منتجاتك واحتياجات عملك. من ثم تحديد هل ستقوم ببناء موقعك الخاص أم ستستخدم منصات جاهزة؟.
- تابع دائماً تجربة المستخدم واحرص على رضا العملاء، كي تكون تجربة التسوق عبر موقعك سهلة وجذابة.
- كذلك أيضاً تأكد من أن واجهة المستخدم وعمليات الدفع آمنة وفعّالة.
- نفذ حملات تسويقية متعددة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع جمهورك المستهدف بصورة فعالة أكثر و زيادة الوعي بعلامتك التجارية.
- استعد أكثر لمواجهة التحديات المحتملة، فقد يحدث تغيرات من حين لآخر ومعها تواجه صعوبتها عدة، مثل التشريعات المحلية على سبيل المثال أو حتى مشاكل الشحن والتوصيل. لذلك ابحث دائماً عن حلول مبتكرة وشراكات تعزز استدامة عملك.
- استخدم أدوات التحليل لمراقبة أداء موقعك وفهم سلوك العملاء. قم بتحسين العمليات بناءً على البيانات والتحليلات.
- استثمر دائماً في التعلم المستمر حيث يتطلب عالم التجارة الإلكترونية كثيراً من التطوير من حين لآخر عبر متابعة الأحداث وتغيرات الاهتمامات للجماهير، كذلك يجب أن تظل على اطلاع دائم بأحدث التطورات التكنولوجية مع اتجاهات الأسواق المحلية. فالتعلم دائماً مفتاح استمرار النجاح.
خطوات بداية مشروعك في البيع الإلكتروني
- قبل أي خطوة لمشروعك أطلع أولاً على التشريعات والقوانين المحلية والدولية المتعلقة بالتجارة الإلكترونية، وتأكد من الامتثال لها.
- ضع خطة عمل شاملة يتضح من خلالها أهداف المشروع والأوقات المحددة لكل هدف منهم، ضمنها يكون خطة التسويق، وهيكل التكاليف، وخطة لتطوير عملك على المدى الطويل.
- حدد المميزات التي قد تجعل منتجاتك جذابة. وابرزها بحملات تسويقية كبيرة.
- ابدأ في اختيار نطاق منتجاتك أو خدماتك بناءً على البحث السوقي واحتياجات العملاء.
- اختر تصمم موقعك بطريقة سهلة على المستخدمين في التنقل والطلبات.
- حدد أساليب الدفع التي تناسب عملك، واتفاقيات الشحن الملائمة.
- تأكد من توفير خيارات متنوعة لتلبية احتياجات الزبائن.
- ضع استراتيجية للتسويق فعالة تستخدم كثيراً من وسائل الوصول للجماهير بجميع الطرق الممكنة.
- حلل أدائك دائماً باستخدام أدوات التحليل لفهم سلوك العملاء وتحسين أداء موقعك. من ثم عاود تكرار التحسينات بناءً على البيانات وردود العملاء.
