فكرة مشروع تطوير تطبيقات الجوال.. فرصة مربحة

ما هو تطوير تطبيقات الجوال؟

ببساطة هو عملية تصميم وإنشاء تطبيقات برمجية تعمل على الأجهزة المحمولة، مثل: الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وتتنوع هذه التطبيقات لتشمل مختلف المجالات، بدءًا من الألعاب والتواصل الاجتماعي وصولًا إلى التطبيقات التعليمية وتطبيقات الأعمال.

ولكن ما الذي يميز تطوير تطبيقات الجوال عن غيره من مجالات تطوير البرامج؟

• الانتشار الواسع: يعد الهاتف الذكي رفيقًا دائمًا للمستخدمين؛ ما يعني أن تطبيقات الجوال تتمتع بإمكانية وصول هائلة إلى قاعدة عريضة من المستخدمين.
• التنوع الهائل: تتنوع احتياجات المستخدمين وتطلعاتهم، وهذا يتيح للمطورين إطلاق العنان لإبداعهم وتطوير تطبيقات تلبي مختلف هذه الاحتياجات.
• التحديث المستمر: يتسم عالم التكنولوجيا بالتطور السريع؛ ما يتطلب من المطورين مواكبة أحدث التطورات والتقنيات لضمان تقديم تجربة مستخدم مميزة وجذابة.

كيف يمكن للمطورين خوض غمار هذا المجال؟

• اكتساب المهارات اللازمة: تتطلب عملية تطوير تطبيقات الهواتف الذكية إتقان لغات البرمجة وبيئات التطوير الخاصة بأنظمة التشغيل المستهدفة، مثل: Android وiOS.
• اختيار إطار العمل المناسب: تتوفر إطارات عمل عديدة تسهل عملية تطوير تطبيقات الهاتف الذكي، مثل:React Native و Flutter.
• فهم احتياجات السوق: من الضروري جدًا إجراء المزيد من الدراسات والتحليلات لفهم احتياجات المستخدمين وتطوير تطبيقات تلبي هذه الاحتياجات.
• اختبار التطبيق بدقة: يجب اختبار التطبيق بشكل شامل للتأكد من خلوه من الأخطاء وضمان عمله بسلاسة على مختلف الأجهزة الذكية، وهو ما يضمن لك الانتشار وتحقيق النجاح.
• نشر التطبيق على متاجر التطبيقات: بعد الانتهاء من تطوير التطبيق حيث يجب نشره على متاجر التطبيقات، مثل: Google Play وApp Store؛ ليتمكن المستخدمون من تحميله وتثبيته.

عودة قوية لسوق الهواتف الذكية

أظهرت أحدث البيانات من شركة Canalys للأبحاث انتعاشًا ملحوظًا في سوق الهواتف الذكية العالمي خلال الربع الأول من عام 2024؛ حيث قفزت المبيعات بنسبة 10% على أساس سنوي لتصل إلى 296.2 مليون وحدة.

وتجاوز هذا الأداء التوقعات، مسجلًا نموًا مزدوج الرقم بعد عشرة أرباع صعبة، ويعود هذا الارتفاع بشكلٍ رئيسي إلى عاملين رئيسيين:

• طرح البائعين لمحافظ محدثة من الهواتف الذكية: حرصت الشركات على تقديم أجهزة جديدة ومبتكرة لجذب المستهلكين؛ ما أدى إلى تنشيط الطلب.
• استقرار الاقتصاد الكلي في أسواق الاقتصادات الناشئة: تحسن الوضع الاقتصادي في هذه الأسواق أدى إلى زيادة القوة الشرائية، وذلك ساهم في نمو مبيعات الهواتف الذكية.

وعلى صعيد ترتيب الشركات المصنعة:

• استعادت سامسونج صدارة الترتيب: نجحت سامسونج في إعادة السيطرة على السوق من خلال شحن 60.0 مليون وحدة، مدعومة بنجاح سلسلة A من الهواتف الذكية وعروضها المتميزة في بداية العام.
• تراجعت أبل إلى المركز الثاني: واجهت أبل انخفاضًا مزدوج الرقم في المبيعات؛ حيث شحنت 48.7 مليون وحدة فقط، وذلك لتحديات واجهتها في أسواقها الأساسية.
• حافظت شاومي على المركز الثالث: واصلت شاومي أداءها الثابت؛ حيث شحنت 40.7 مليون وحدة وحافظت على حصتها السوقية بنسبة 14%.
• أكملت ترانسيون وأوبو المراكز الخمسة الأولى: احتلت ترانسيون وأوبو المرتبتين الرابعة والخامسة على التوالي، بشحنات بلغت 28.6 و25.0 مليون وحدة على التوالي، وحصتين سوقيتين بنسبة 10% و8% على التوالي.

بشكلٍ عام يشير هذا الانتعاش إلى عودة قوية لسوق الهواتف الذكية، وتُظهر النتائج قدرة الشركات على التكيف مع التحديات وتقديم منتجات مُبتكرة تلبي احتياجات المستهلكين.

ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو خلال بقية العام، مدفوعًا بالطلب المتزايد على الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم.

لماذا فكرة مشروع تطوير تطبيقات الجوال؟

• سوق ضخم ونمو متسارع: يتجاوز عدد مستخدمي الهواتف الذكية 6 مليارات نسمة حول العالم، ومن المتوقع أن يواصل هذا العدد النمو خلال السنوات القادمة، ويشير ذلك إلى وجود قاعدة ضخمة من المستخدمين المحتملين لتطبيقات الجوال؛ ما يفتح المجال أمام فرص واسعة للنجاح.
• تنوع مجالات التطبيقات: لا حصر لمجالات التطبيقات التي يمكن تطويرها، بدءًا من التطبيقات الترفيهية والتواصل الاجتماعي، وصولًا إلى التطبيقات التعليمية والصحية والتجارية، ويتيح ذلك للمطورين إمكانية اختيار المجال الذي يلائم مهاراتهم واهتماماتهم؛ ما يزيد من فرص نجاح المشروع.
• سهولة البدء وانخفاض التكاليف: مع توفر العديد من أدوات تطوير التطبيقات المجانية أو منخفضة التكلفة أصبح من السهل على أي شخص البدء بتطوير تطبيقات الجوال دون الحاجة إلى رأس مال كبير، ويتيح ذلك للمطورين الشباب والمستقلين فرصة الدخول إلى هذا المجال والمنافسة فيه.
• إمكانية تحقيق الربح: يمكن تحقيق الربح من تطبيقات الجوال من خلال عدة طرق، مثل: الإعلانات، أو عمليات الشراء داخل التطبيق، أو الاشتراكات، يتيح ذلك للمطورين بناء نموذج أعمال مستدام يحقق لهم عائدًا ماديًا مجزيًا.
• إحداث تأثير إيجابي: يمكن لتطبيقات الجوال أن تحدث تأثيرًا إيجابيًا في حياة المستخدمين؛ من خلال حل مشاكلهم وتلبية احتياجاتهم، ويتيح ذلك للمطورين فرصة المساهمة في تحسين المجتمع وإحداث فرق حقيقي.

بدء فكرة مشروع تطوير تطبيقات الجوال

لا شك أن عملية تطوير تطبيقات الجوال تتطلب اتباع خطوات مدروسة تضمن نجاحه، ونستعرض في السطور التالية أبرز تلك الخطوات:

تحديد الأهداف وغايات المشروع

الخطوة الأولى في رحلة تطوير أي تطبيق هي تحديد أهدافه وغاياته بوضوح، ما هي المشكلة التي يُسعى التطبيق لحلها. وما الاحتياجات التي يلبيها؟ وهل هو مُصمّم ليكون مدفوعًا أم مجانيًا؟

تعد الإجابة عن هذه الأسئلة ضرورية لضمان نجاح التطبيق، فهي تشكل خارطة طريق توجه مسار العمل وتساعد في اتخاذ القرارات الصائبة بجميع المراحل.

ابتكار تصميم جذاب

بمجرد تحديد الأهداف يحين وقت ابتكار تصميم يلامس احتياجات المستخدمين ويثير إعجابهم، يتضمن ذلك التفكير في نوع التطبيق والميزات التي سيقدمها، بالإضافة إلى تصميم شعار وعلامة تجارية مميزة، ويجب أن يكون قابلًا للتنفيذ وواقعيًا، مع مراعاة احتياجات السوق المستهدف.

ترجمة الأفكار إلى رسومات

بعد ذلك تأتي مرحلة ترجمة الأفكار إلى رسومات، ويمكن الاستعانة بالقلم والورق أو برامج التصميم، مثل: Adobe Photoshop أو Illustrator لإنشاء رسومات تقريبية تجسد مظهر التطبيق وواجهته.

البحث والتأكد من جدوى المشروع

لا تقتصر رحلة تطوير التطبيق على الجانب الإبداعي بل تتطلب أيضًا البحث والتدقيق؛ حيث يشمل ذلك التأكد من جدوى فكرة التطبيق وجودة السوق المستهدف، بالإضافة إلى اختيار منصة التطوير المناسبة (iOS أو Android) ونوع التطبيق (هجين أو أصلي).

جمع المتطلبات

لضمان نجاح التطبيق من الضروري جمع المتطلبات وملاحظات أصحاب المصلحة، بما في ذلك المستخدمون المحتملون والمستثمرون والخبراء في مجال تطوير تطبيقات الجوال، بالطبع تساعد هذه الملاحظات في تحسين التطبيق وتكييفه مع احتياجات السوق.

اختيار الفريق المناسب

يعد اختيار الفريق المناسب من أهم العوامل لضمان نجاح أي مشروع؛ إذ يجب أن يضم الفريق مدير مشروع كفئًا ومطورين ذوي خبرة في مجال تطوير تطبيقات الجوال، بالإضافة إلى مصممين وخبراء آخرين حسب الحاجة.

بدء رحلة التطوير

مع اكتمال الاستعدادات تبدأ رحلة تطوير التطبيق، فهذه المرحلة تتضمن كتابة التعليمات البرمجية واختبار التطبيق وإصلاح الأخطاء، مع الحرص على اتباع أفضل ممارسات التطوير واستخدام أدوات التطوير المُناسبة.

التواصل المستمر مع أصحاب المصلحة

يعد التواصل المستمر مع أصحاب المصلحة ضروريًا خلال مراحل تطوير التطبيق للحصول على الملاحظات وتقييم التقدم، وبالطبع يساعد ذلك في ضمان سير العمل بالاتجاه الصحيح وتلبية توقعات المستخدمين.

ختامًا يقدم مشروع تطوير تطبيقات الجوال فرصة واعدة لدخول عالم مليء بالإبداع والابتكار، مع إمكانيات هائلة لتحقيق النجاح وتحقيق الأرباح، ولكن يتطلب النجاح في هذا المجال مهارات تقنية متقدمة، وفهمًا عميقًا لاحتياجات السوق، والتزامًا كبيرًا بالعمل الجاد.