نشبت أزمة حادة بين المدير الفني الإيطالي للمنتخب السعودي روبرتو مانشيني وبعض اللاعبين المستبعدين من قائمة الأخضر لخوض منافسات كأس الأمم الآسيوية المقامة في قطر حالياً، وودع منافستها من دور الـ16 أمام كوريا الجنوبية بركلات الترجيح بنتيجة (4-2) بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بنتيجة (1-1).
وتولى مانشيني (59 سنة) تدريب المنتخب السعودي في الـ27 من أغسطس (آب) الماضي، ووعد ببناء فريق قادر على تحقيق كبرى البطولات القارية والإقليمية والمنافسة دولياً، وخلال 10 مباريات دولية قادها حتى الآن حقق "الصقور" أربعة انتصارات وثلاثة تعادلات وثلاث هزائم، ولم يخسر أي مباراة رسمية لكنه فشل في بلوغ ربع نهائي كأس آسيا.
وقال مانشيني في تصريحات بالمؤتمر الصحافي قبل المباراة الأولى للمنتخب السعودي في كأس آسيا أمام عمان "الثلاثي سلمان الفرج وسلطان الغنام ونواف العقيدي هم من قرروا عدم اللعب للمنتخب وليس أنا من قمت باستبعادهم، الفرج طالبني بعدم لعب مباريات ودية، والغنام قال لي أنه ليس سعيداً باللعب في المنتخب، والعقيدي قال إنه لا يريد الاستمرار في المعسكر إذا لم يلعب أساسياً".
وأثارت تصريحات مانشيني الجدل في الوسط الكروي السعودي، ليخرج الثلاثي العقيدي والفرج والغنام ليرد على المدرب الإيطالي، ويتم نفي ما قيل إنهم هم من طالبوا باستبعادهم من صفوف المنتخب السعودي قبل انطلاق كأس الأمم الآسيوية، وهو ما يتنافى مع تأكيدات المدير الفني الإيطالي على ذلك.
ويعد الثلاثي من أفضل العناصر الأساسية في المنتخب السعودي، على رأسهم قائد الأخضر سلمان الفرج، الذي قدم الكثير لمنتخب بلاده، إذ خاض معهم 68 مباراة سجل خلالها ثمانية أهداف وصنع ثلاثة، وكان حاملاً لشارة القيادة لفترة طويلة.
واستبعاد الغنام أثار الدهشة كونه هو الاختيار الثاني في مركز الظهير الأيمن بعد سعود عبدالحميد، بخاصة أنه خاض 30 مباراة منذ أول مشاركة له في عام 2019، إذ انضم لمعسكر الأخضر وقتها بقرار من المدير الفني الفرنسي السابق للمنتخب السعودي هيرفي رينارد.
وكان العقيدي في الفترة الأخيرة يقدم مستويات مميزة رفقة النصر، وكان مرشحاً ليكون الحارس الأساسي للمنتخب السعودي في البطولة.
وعلى إثر تصريحات مانشيني قام الاتحاد السعودي بتحويل ستة لاعبين للتحقيق، بسبب التمرد على حسب ما وصفه المدير الفني الإيطالي، وهم الفرج والغنام والعقيدي وعلي هزازي وخالد الغنام ومحمد مران.
ماذا قال الثلاثي في التحقيقات؟
وكشفت صحيفة "الرياضية" السعودية، اليوم الثلاثاء، عن أقوال الثلاثي الفرج والغنام والعقيدي، أمام لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم، لتوضيح حقيقة ما قيل من المدير الفني الإيطالي.
وقال الفرج في جلسته إنه يرفض أي اتهام بشأن طلبه بعدم خوض أي مباراة ودية بحسب ما قال مانشيني، وقال إنه خاض مواجهتي مالي ونيجيريا التجريبيتين قبل انطلاق منافسات كأس آسيا، مؤكداً أنه لم يرفض الانضمام للمعسكر قبل انطلاق البطولة، موضحاً أنه لم يصل إليه أي استدعاء رسمي.
احتياطي في المنتخب مؤكداً أنه ما دار مع المدير الفني ومدرب الحراس سوى مناقشة فنية فقط لا غير.
وسيتم عقد جلسة استماع جديدة للثنائي خالد الغنام وعلي هزازي، من أجل الإدلاء بأقوالهم في نفس الصدد، إذ من المنتظر أن يتم إصدار قرار من الاتحاد السعودي لكرة القدم بشأن هذا الأمر خلال 10 أيام، عند دراسة أقوال اللاعبين والمدرب وتقرير المنتخب، وستطبق وقتها اللائحة بحسب رؤية المسؤولين وتحديد المخطئ في الأزمة من بدايتها.
وقاد مانشيني حتى الآن منتخب السعودية في 10 مباريات، حقق الفوز في أربع وتعرض للهزيمة في مثلهم، وتعادل في اثنتين، إذ أحرز لاعبو الأخضر 17 هدفاً وتلقت شباكهم 15 أخرى.
