تشهد بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2023 التي تستضيفها كوت ديفوار بين الـ13 من يناير (كانون الثاني) الجاري، والـ11 من فبراير (شباط) المقبل، نتائج مثيرة في مرحلة المجموعات، إذ أطاحت قوى كروية صاعدة حديثاً منتخبات أخرى تحمل ثقلاً تاريخياً، مما كشف عن أن مرحلة خروج المغلوب التي تبدأ من دور الـ16 لن يسهل التكهن بمن سيفوز فيها.
وحسمت 10 منتخبات - قبل بداية مباريات اليوم الأربعاء - تأهلها إلى الدور التالي هي غينيا الاستوائية ونيجيريا من المجموعة الأولى، وكاب فيردي ومصر من المجموعة الثانية، والسنغال والكاميرون وغينيا من المجموعة الثالثة، وأنغولا وبوركينا فاسو وموريتانيا من المجموعة الرابعة.
وفجر المنتخب الموريتاني مفاجأة كبيرة، ببلوغ دور الـ16 للمرة الأولى في تاريخه بعد أن حقق فوزه الأول في البطولة بنتيجة (1 - 0) على الجزائر.
وحصدت موريتانيا أول ثلاث نقاط لها لتضمن التأهل ضمن أفضل أربع فرق من أصحاب المركز الثالث في البطولة، وتتسبب في إقصاء غانا، ثالث المجموعة الثانية بنقطتين.
وتعقدت آمال كوت ديفوار، مستضيفة البطولة وثالث المجموعة الأولى بثلاث نقاط مع فارق سالب من الأهداف، في بلوغ الدور التالي.
وودعت الجزائر، التي جمعت نقطتين فقط، البطولة من دور المجموعات للمرة الثانية توالياً بعد الفوز باللقب عام 2019.
ولم تتوقف مفاجآت المجموعة عند التأهل التاريخي لموريتانيا، لكن يبدو أن الإنجاز الأكبر قد يكتب باسم أنغولا التي احتلت مركز الصدارة بالفوز على بوركينا فاسو.
وهذه هي المرة الثانية فقط في تسع مشاركات لأنغولا في البطولة التي تتصدر فيها مجموعتها في الدور الأول، وكانت المرة الأولى حين استضافت البطولة عام 2010 قبل أن تودع فوراً من أولى مراحل خروج المغلوب.
وفي رد سريع على الإخفاق الجزائري غير المتوقع أعلن مدرب "محاربو الصحراء" جمال بلماضي تحمله المسؤولية. وقال "نصنع عديداً من الفرص للتسجيل ولا نتمكن من استغلالها، لو سيطرت أمامنا الفرق الأخرى أو أننا لا نصنع الفرص، كان يمكننا قول إن الأمور ليست على ما يرام".
"هذا ليس الحال، لكن الحقيقة هي خروجنا من الدور الأول للمرة الثانية توالياً وأنا أتحمل المسؤولية".
ولم يوضح بلماضي موقفه من الاستمرار في تدريب الجزائر، التي يقودها منذ عام 2018، بعدما زادت خيبات الأمل عقب الفشل في بلوغ كأس العالم 2022.
وقال "حين نعود لأرض الوطن سأحدد مستقبلي، ربما تكون بطولة أمم أفريقيا نهاية للجيل الحالي".
في سياق متصل، أعلن الاتحاد الغاني لكرة القدم في بيان إقالة مدرب المنتخب الوطني كريس هيوتون على خلفية وداع البطولة.
غانا التي تعد إحدى أكبر القوى الكروية في أفريقيا، ولها أربع كؤوس قارية، ودع المنافسات بعد الهزيمة من كاب فيردي في الجولة الأولى، ثم التعادل مع مصر وموزمبيق.
وقال الاتحاد الغاني في البيان "يعلن الاتحاد الغاني لكرة القدم إعفاء كريس هيوتون من مهامه كمدرب للمنتخب الوطني الأول بأثر فوري". وأضاف "سيقدم الاتحاد الغاني لكرة القدم في الأيام المقبلة خريطة طريق في شأن مستقبل المنتخب".
وأصبح هيوتون، الذي شارك في 53 مباراة دولية كظهير مع منتخب إيرلندا، ثاني ضحية بين المدربين في كأس الأمم الأفريقية بعد استقالة مدرب غامبيا توم سينتفيت بعد أن احتل فريقه المركز الأخير في مجموعته.