إذا استطعت إطلاق مشروع بيع العطور فاعلم أنك في الغالب على وعد بربح ونجاح كبيرين؛ إذ إن صناعة العطور العالمية منجم ذهب خفي؛ حيث تجني مليارات الجنيهات كل عام في جميع أنحاء العالم.
قد تكون فرنسا الدولة الرائدة في تصدير العطور لكن دولًا مثل إسبانيا وألمانيا ليست بعيدة عن الركب. وتستمر الأسماء التجارية الكبرى مثل L’Oreal وDior في جني المليارات من مستحضرات التجميل الأساسية هذه، على الرغم من تغير الأوقات في جميع أنحاء العالم.
ولكي تدرك أن مشروع بيع العطور من المشاريع ذات الفرص العالية في الربح فلتعلم أن قيمة سوق العطور الفاخرة بلغت 11.7 مليار دولار في عام 2018 ومن المتوقع أن تصل إلى 16.8 مليار دولار بحلول عام 2026، مسجلًا معدل نمو سنوي مركب بنسبة 5.3% من 2019 إلى 2026.
ووفقًا لجمعية العطور الدولية تم تقييم سوق العطور العالمي بمبلغ 49 مليار دولار أمريكي في عام 2016. والجهود المستمرة من قِبل المصنعين لتطوير عروض منتجاتهم إلى جانب ارتفاع دخل العملاء المستهدفين هي بعض تلك الأسباب الرئيسية وراء نمو سوق العطور الفاخرة العالمية.
حوالي 75% من مشاعرنا خلال اليوم تأتي من حاسة الشم لدينا؛ ما يجعل العطر جزءًا مهمًا من حياتنا اليومية. وتثبت الإحصائيات الخاصة بهذه الصناعة هذا الادعاء؛ حيث شهدت صناعة العطور أكبر عودة في مجال مستحضرات التجميل.
وتُظهر إحصاءات صناعة العطور أنه في حين تضاءلت مبيعات الكماليات التجميلية الشائعة مثل أحمر الشفاه والماسكارا أثناء الوباء أصبحت العطور من وسائل الرفاهية الصغيرة؛ لتعزيز الحالة المزاجية والمساعدة في التغلب على ضغوط الأزمة العالمية. وهذا في حد ذاته أحد عوامل نجاح مشروع بيع العطور.
مميزات مشروع بيع العطور النادرة
يوضح «دايزر» بعض مميزات مشروع بيع العطور؛ وذلك على النحو التالي..
-
ارتفاع الطلب
يُعد الارتفاع التدريجي في تفضيل العملاء لمستحضرات التجميل الطبيعية أحد الأسباب الرئيسية وراء زيادة الطلب على العطور الطبيعية الفاخرة، وأحد عوامل نجاح مشروع بيع العطور؛ إذ لا ترتبط هذه المنتجات بطائفة معينة دون سواها، وإن كان الاختلاف بين الطبقات قائمًا في نوعية وماهية العطور المستخدمة.
في عام 2019 أظهرت إحصائيات مبيعات العطور زيادة بنسبة 27% في المبيعات، وهو فارق كبير مقارنة بأرقام ما بعد الوباء التي بلغت الضعف تقريبًا.
وفي حين تسبب الوباء في معاناة معظم صناعة مستحضرات التجميل كانت العطور هي المنتج الوحيد الذي بدا أنه اكتسب شعبية؛ وبهذا تعلم أن مشروع بيع العطور قادر على المقاومة حتى في أحلك الظروف.
وتشير أبحاث سوق العطور إلى أن الزيادة كانت بسبب المصدر الصغير للراحة التي يمكن أن توفرها الرائحة السارة لشخص ما، حتى في وقت الأزمات العالمية كوباء كورونا.
-
النمو المحتمل
لا يظهر حجم سوق العطور أي علامة على التناقص في أي وقت قريب. والجدير بالذكر أن الخبراء يتوقعون أن تصل الصناعة إلى 62 مليار جنيه استرليني بحلول نهاية عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.8%.
-
اللعب على فكرة التميز
يضع المصنعون ضمن نطاقات الأسعار استراتيجيات لجلب الابتكار المستمر في عروض منتجاتهم التي تلبي متطلبات العملاء، وهذه إحدى الطرق التي تسهم في نجاح مشروع بيع العطور.
على سبيل المثال: تقوم شركة Creed، أحد اللاعبين الرئيسيين في صناعة العطور الفاخرة العالمية، بالترويج لأحد عطورها “Aventus” المصمم خصيصًا للعملاء من الرجال. العطر معالج بمكونات نادرة تضفي نكهة ذكورية.
وعلى الناحية الأخرى من بين المستخدمين النهائيين تستحوذ شريحة الإناث على حصة سوقية للعطور الفاخرة ذات القيمة الأعلى نظرًا لأن معظم منتجات العطور الفاخرة التي توفرها الشركة المصنعة تستهدف النساء على وجه التحديد. وترغب النساء في منتجات العطور التي يتم معالجتها بمكونات طبيعية، والتي تدل على رائحة حساسة أو أنثوية وفي الوقت نفسه تدوم لفترة أطول.
-
توسع صناعة العطور
مع معدل نمو سنوي مركب يبلغ 7.2% من المتوقع أن تتوسع الصناعة باستمرار -وبالتالي يحظى مشروع بيع العطور بفرص نمو ونجاح معتبرين- حيث يفضل العديد من المستهلكين العطور الفاخرة على المنتجات العامة ذات الإنتاج الضخم. والجدير بالذكر أن أكبر إيرادات تأتي من اليابان؛ حيث تبلغ 1.2 مليون جنيه إسترليني سنويًا.
- الإنفاق العالي والعميل السخي
تشير اتجاهات صناعة العطور إلى أن كلًا من الرجال والنساء في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، ينفقون على ماركات العطور المصممة أكثر من منتجات العطور العامة ذات الإنتاج الضخم. وتبلغ القيمة السوقية لعطور الذكور 86 ألف جنيه إسترليني فقط.
ويبدو مستقبل صناعة العطور للعلامات التجارية الفاخرة مشرقًا، والتعافي أسرع بكثير من بقية صناعة مستحضرات التجميل المرموقة. وقد شهد القطاع بأكمله انخفاضًا بنسبة 24% بعد الحجر الصحي الأول، وهو ما يزيد بنسبة 11% عن أرقام العطور.