استطاع فريق بحثي من جامعة جازان اكتشاف مستخلص نباتي يمكن استخدامه كمضاد لسرطان المبيض؛ حيث يُعد اكتشافًا مهمًا من شأنه تغيير خارطة الأبحاث في مجال السرطانات.
وتوصل الفريق البحثي، الذي قاده الدكتور عبد الله محمد الفرساني، أستاذ مشارك في تقنية المختبرات الطبية بكلية العلوم الطبية التطبيقية وفريقه البحثي المكّون من: د.نزار خمجان، ود. أحمد جره، ود.محمود حبيب الله، إلى نتائج واعدة باكتشاف يمكنه تقليل نمو خلايا سرطان المبايض، وسيكون بمثابة البديل الطبيعي للعلاج الكيميائي التقليدي.
التقى “رواد الأعمال”، في حوار خاص، مع الدكتور عبد الله الفرساني؛ ليكشف لنا أسرار الاكتشاف وطرق الاستفادة منه.
استخدام مستخلصات النباتات كعلاج بديل لسرطان المبيض
العلاج الكيميائي يحمل مخاطر كبيرة من السُمية وعودة السرطان لدى النساء
جامعة جازان شجعتنا على إنجاز الأبحاث
في البداية عرفنا بنفسك.
د. عبد الله محمد الفرساني، أستاذ مشارك في تقنية المختبرات الطبية بكلية العلوم الطبية التطبيقية جامعة جازان، وباحث زائر في جامعة ريدنق البريطانية.
حدثنا عن مشوارك الدراسي .. وكيف التحقت بالمجال الصحي؟ ولماذا تخصصت في مجال المختبرات الطبية؟
أحمل درجة الدكتوراه في مجال الطب الحيوي من جامعة ريدنق البريطانية عام 2016، وكانت الرسالة تحمل اسم “أثر الكيماويات المستخدمة بمستحضرات التجميل في التسمم الجيني لخلايا الثدي”.
وحصلتُ على بكالوريوس جامعة الملك سعود بالرياض “تخصص المختبرات الطبية الإكلينيكية” في كلية العلوم الطبية التطبيقية عام 2002 – 2003، وماجستير الطب الحيوي 2009 بجامعة بورتسموث في بريطانيا، وأنا حاليًا مستمر في شغفي الكبير وارتباطي بالمختبرات الطبية وأسعى من خلالها؛ بالبحث العلمي المتواصل والدؤوب، إلى اكتشافات وابتكارات تخدم جميع البشرية وتُعلي من مكانة بلادنا الغالية بين الأمم.
كيف جاءت لك فكرة اكتشاف مستخلص نباتي مضاد لسرطان المبيض؟
في جامعة جازان لدينا مراكز متطورة للأبحاث الطبية تساعد الباحثين في علاج الأمراض المزمنة؛ باستخدام النباتات الطبية.
بالاطلاع والقراءة المستمرة عن نبتة (أورثوسيفون) وفوائدها الكثيرة للمسالك البولية جاءت الفكرة للفريق البحثي لتجريبها على خلايا سرطان المبايض، وبعد البحث المكثف لاحظنا فاعلية تأثير هذه النبتة في ذلك النوع من السرطانات المميتة.
كم استغرقت الأبحاث تقريبًا؟
استغرقت الأبحاث نحو عام و6 أشهر تقريبًا في إعادة النتائج والتأكد منها قبل نشرها في “المجلة العلمية المحكمة” عالميًا.
حدثنا عن أهمية اكتشاف نبات علاجي لسرطان المبيض.. وكيف يساهم في الحد من نسب الوفيات؟
هذا الاكتشاف يسلط الضوء على استخدام مستخلصات النباتات كعلاج بديل لسرطان المبيض، والذي يُعد من أبرز الأمراض المسببة للوفيات بين النساء، وغالبًا ما يتم اكتشافه عندما يكون في مراحل متقدمة؛ ما يؤدي إلى نتائج سيئة.
ما الفرق بين العلاج بالنباتات والعلاجات التقليدية؟
العلاجات التقليدية للسرطان تشمل: الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، ولكنها تحمل مخاطر كبيرة من السُمية وعودة السرطان لدى النساء، وللحد من هذه الأخطار يمكن استخدام مستخلصات النباتات كبديل طبيعي للعقاقير الكيميائية التقليدية.
وفقًا للدراسات الحديثة فإن مستخلصات النباتات تُظهر دائمًا تأثيرات ونتائج مشجّعة في مكافحة الأورام وتثبيط نمو الخلايا السرطانية.
ما النتائج النهائية التي توصلت إليها الدراسة في علاج سرطان المبيض؟
هذه الدراسة أظهرت أن الاكتشاف يعمل على تقليل نمو خلايا سرطان المبيض وتحفيز موتها البرمجي بشكل واضح، كما أنها تعمل بتأثير ملحوظ على منع تكون الأوعية الدموية الجديدة التي تُعد محفّزة لنمو الأورام، وهذه النتائج المبشرة تشير إلى إمكانية أن نتوصل إلى علاج فعّال لسرطان المبيض.
هل يساهم البحث في الحد من مخاطر سرطان المبيض أم لا؟
نعم يعكس هذا البحث تطورًا مهمًا في البحث عن علاجات جديدة وطبيعية لسرطان المبيض؛ ما يمكن أن يقلّل من المخاطر المرتبطة بالعلاجات التقليدية.
ومع استمرار التقدم في مجال علم الأورام يتوقع أن يتم تطوير المزيد من العلاجات المستهدفة التي تُحسّن النتائج وجودة الحياة للمرضى في جميع أنحاء العالم.
بالأرقام .. ما هي نسبة الإصابة بسرطان المبيض على مستوى العالم؟
بحسب إحصائيات وزارة الصحة صُنّف سرطان المبيض في عام 2020م على مستوى العالم بأنه من أكثر 7 أكثر سرطانات النساء انتشارًا، بينما كان من ثامن أنواع السرطانات المسببة لوفاة النساء، في حين تم تشخيص 314 ألف حالة و207 آلاف حالة وفاة سنويًا.
ومن المتوقع أن تزيد أعداد الإصابة به في عام 2040م بمعدل 42%؛ لتصل إلى عدد 445.721 ألف حالة على مستوى العالم.
هناك الكثير من أنواع سرطان المبيض .. حدثنا عنها باستفاضة؟
هناك أكثر من 30 نوعًا مختلفًا من سرطان المبيض والتي تختلف في مدى انتشارها وتتنوع بحسب الخلايا التي تؤثر عليها، وتتلخص في الأنواع التالية:
سرطان بطانة المبيض: وهو أكثرها شيوعًا ويتضمن سرطان قناة فالوب وسرطان البريتوني الأولي أيضًا
سرطان الخلايا الجنسية: يؤثر على الخلايا التناسلية للمبايض وهو نادر جداً.
سرطان الخلايا اللحمية: يؤثر على خلايا النسيج الضام و هو نادر جدًا أيضًا.
سرطان الخلايا الصغيرة (SCCO) : هو نادر جداَ و من غير الواضح إذا كانت الخلايا هي من خلايا بطانة المبيض أو خلايا أنسجة الحبل الجنسي أو الخلايا الجنسية أو الخلايا اللحمية.
من وجهة نظرك.. كيف ستساهم هذه النباتات في الشفاء وبنسبة كم في المئة تقريبا؟
الفكرة من النبات تجربته في المختبرات المتخصصة، وبفضل من الله تحققت نتائج مبهرة إلا أنها تحتاج أيضا إجراء إلى تجارب سريرية إكلينيكية بدعم من شركات الأدوية ومن ثم تؤخذ الموافقات الرسمية عليها من الجهات المختصة بإذن الله.
ماهي طرق الوقاية من سرطان المبيض؟
بحسب وزارة الصحة هناك بعض الطرق التي تساهم في الوقاية من سرطان المبيض ومنها ما يلي:
استئصال الرحم أو ربط الأنابيب
الحمل والرضاعة
حبوب منع الحمل.
المتابعة المستمرة خاصة عند وجود تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان المبيض أو الثدي أو القولون والمستقيم أو بطانة الرحم المهاجرة.
كلما تم التشخيص مبكرًا كلما زادت فرص الشفاء.
حدثنا عن دعم جامعة جازان للأبحاث المقدمة .. وكيف شجعتكم على الاستمرار؟
امتداد لما سبقه من اكتشافات بحثية مميزة تسجل باسم الوطن هو انعكاس مباشر للدعم الكبير والا محدود الذي تحظى به الجامعات في المملكة والبحث العلمي والابتكار من حكومتنا الرشيدة – أيدها الله بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله وأيدهما بنصره.
فضلًا عن دور جامعة جازان ممثلة برئيسها ووكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي وعمادة كلية العلوم الطبية التطبيقية التي تقدم لنا الدعم اللازم والتشجيع والتوجيه المستمر بإجراء التجارب والأبحاث وتهيئة مراكز الأبحاث الطبية في الجامعة للباحثين وتحفيزهم بالتسهيلات اللوجستية والمكافآت المادية للتميز البحثي لنشر الأوراق العلمية في مجلات عالمية مصنفة ومفهرسة وأبرزها قاعدة بيانات المجلات والأبحاث العلمية (ISI) لتسهم في التطور المعرفي والبحثي ويعكس المستوى المتقدم من الجودة ومواكبة المستجدات العالمية في كل جوانب العملية التعليمية في مجالات العلوم الطبية.
ما الخطة المستقبلية التي تريد إنجازها خلال الفترة القادمة؟
الخطة المستقبلية لي في هذا المجال هي الاستمرار ثم الاستمرار في البحث العلمي والابتكارات في هذا المجال الطبي الهام والواعد لخدمة مجتمعي ووطني وجميع البشرية.
