كان ترينت ألكسندر أرنولد في إستاد "ويمبلي" يوم السبت، لكنه لم يكن في الملعب، ربما تكون هذه هي قصة مسيرته مع المنتخب الإنجليزي، ومن المغري أن نسميها بفترات البدء والتوقف، لكن عدد التوقفات فاق عدد البدايات، إذ شارك في 23 مباراة دولية فقط خلال ست سنوات تقريباً منذ ظهوره الأول.
وانتقد غاريث ساوثغيت لأنه منح لاعبه فترة مشاهدة قصيرة، فقد كان بلا أخطاء في عطلة نهاية الأسبوع، إذ أصيب ألكسندر أرنولد وكان اختياره للسفر جنوباً لدعم زملائه في الفريق خلال خسارة إنجلترا أمام البرازيل يعكس جزئياً الأجواء التي خلقها ساوثغيت.
ويظهر أيضاً أن نائب قائد ليفربول لا يزال حريصاً على تحقيق النجاح للبلد والنادي أيضاً.
وقال ساوثغيت "لقد أراد الحضور إلى المباراة، ومن الواضح أنه في المرحلة الأخيرة من إعادة التأهيل مع ليفربول، لذا لم يكن من السهل عليه المشاركة كما فعل لوك شو".
وشكلت إصابة ألكساندر أرنولد في الركبة مشكلة لمدرب إنجلترا الذي أراد تجربة تمريراته الرائعة في خط الوسط، والخطر الآن هو أن لديه قليلاً جداً من الفرص للعب في هذا المركز مع المنتخب الدولي قبل بطولة يورو 2024".
وأضاف ساوثغيت "لقد رأينا ما رأيناه في خط الوسط، لكننا أهدرنا فرصتين في سبتمبر (أيلول) والآن هذه الفرصة، هذا أمر محبط حقاً لأن هناك كثيراً مما لا نعرفه عنه في الوقت الحالي، لقد أعجبتني الفكرة منذ فترة طويلة، ولكننا سنقوم بتجربتها عندما لا نراها في مباراة عالية المستوى حقاً، لذلك علينا فقط أن نرى إلى أين يمكننا أن نذهب بها؟".
ولطالما شعر ساوثغيت بأن ألكسندر أرنولد يتمتع بالقدرة وما يفتقر إليه، حتى عندما يتحول أكثر إلى خط الوسط مع ليفربول، هو تجربة كونه لاعباً أساسياً في خط الوسط.
وأردف ساوثغيت "إنه مركز متخصص، هناك فرق كبير بين اللعب في مركز الظهير والدخول إلى خط الوسط، واللعب في خط الوسط بشكل دائم، البدء في خط الوسط، استلام الكرة وظهرك إلى المرمى، لذلك هناك كثير، علينا فقط أن نرى".
إنه يشعر بمشروع غير مكتمل واختار ساوثغيت للمرة الأولى ألكسندر أرنولد في خط الوسط ضد أندورا في عام 2021 – ثم أعرب يورغن كلوب عن دهشته من اختيار "أفضل ظهير أيمن في العالم" للعب في هذا المركز، قبل تتاح لمدرب إنجلترا مزيد من الأسباب لإخراج فتى "ميرسيسايد" من مركزه الأساسي في ظل المنافسة مع كايل ووكر وكيران تريبيير التي كان يخسرها، بينما يمكنه اللعب في مركز شاغر.
ويمكن القول إن خط الوسط الإنجليزي الأكثر إثارة والأكثر موهبة يتكون من ديكلان رايس وجود بيلينغهام وألكسندر أرنولد، لكن في الوقت الحالي يظل هذا مجرد مفهوم أكثر منه حقيقة، إذ لم يبدأوا أية مباراة معاً كثلاثي وسط مركزي.
وكان الموضوع المتكرر خلال الأشهر الـ18 الماضية هو بحث ساوثغيت عن لاعبه الثالث، وهو اللاعب الذي سيكمل المثلث مع رايس وبيلينغهام.
وكانت بطولة "يورو 2020" الرائعة بالنسبة إلى كالفين فيليبس وضعته في الصورة، لكن بعضاً منهم شعر أن ساوثغيت أصبح يجعله على الهامش بسبب دوره الاحتياطي في مانشستر سيتي، وبدا أن انتقال لاعب ليدز يونايتد السابق إلى وست هام قد يعيده إلى المنتخب الإنجليزي لكن مستواه البائس أدى إلى إبعاده تماماً من المنتخب الوطني.
وكان جوردان هندرسون هو الرجل الذي استحوذ على الكرة، وقدم كأس عالم رائعة أعقبتها عروض رائعة في الصيف أمام مالطا ومقدونيا الشمالية، عندما تناغم بشكل جيد مع رايس وألكسندر أرنولد، ومع ذلك فقد تأثر مستواه بعد عدم التناغم في الدوري السعودي، ويمكن أن يبدو هندرسون دليلاً آخر على عناد ساوثغيت، واستعداده للتغاضي عن الأداء مع الأندية، وهو الأمر الذي خدمه في الماضي.
وإذا أظهر مصير فيليبس أنه يميز بين اللاعبين، وأن صبره ليس بلا حدود، فقد يستفيد اللاعب المخضرم من عدم قدرة الآخرين على احتلال المركز الثالث في خط الوسط.
قدم كونور غالاغير مساعي صادقة وقليلاً من الأشياء الأخرى في هزيمة يوم السبت أمام البرازيل، وبينما يشعر كثيرون بأنه يقدم ما يفتقر إليه مويسيس كايسيدو وإنزو فرنانديز لتشيلسي، إلا أنه لم يثبت بعد أنه لاعب لا يعوض على المستوى الدولي، ويمكن أن يقدم كوبي ماينو مزيداً من الإثارة ويتمتع بإمكانات أكبر، لكن مع ظهوره في 15 مباراة فقط في الدوري، فهو لا يزال لاعباً مبتدئاً.
لذا بمعنى آخر، ألكسندر أرنولد هو لاعب خط الوسط، لكن في حين أن مواجهة إنجلترا مع بلجيكا يمكن أن تمنح الفرصة لهندرسون أو غالاغير أو ماينو، إلا أنها لن تمنح الفرصة لألكسندر أرنولد المصاب.
ولذلك سيتعين على ساوثغيت اختيار تشكيلته لبطولة أمم أوروبا 2024 مع عدم وجود إجابة عن بعض أسئلته، مع أن أفضل خط وسط في إنجلترا لا يزال مجرد فكرة.