يعد تعيين المدير الفني الجديد للمنتخب الجزائري فلاديمير بيتكوفيتش من أفضل الخيارات التي طرحت على مسؤولي الاتحاد في الجزائر خلال الفترة الأخيرة، لخلافة المدرب الوطني جمال بلماضي الذي فسخ التعاقد معه بالتراضي، بعد توديع منافسات كأس الأمم الأفريقية الأخيرة والتي أقيمت في كوت ديفوار من دور المجموعات.
وكان المنتخب الجزائري غادر منافسات كأس الأمم الأفريقية للمرة الثانية على التوالي من دور المجموعات بعد أن حققها في نسخة 2019، ولكن في نسختي الكاميرون 2021 وكوت ديفوار 2023 ودع من الدور الأول وسط أداء صادم للغاية وتوتر علاقة بلماضي مع المسؤولين أو الوسائل الإعلام الجزائرية في أكثر من واقعة.
واختيار بيتكوفيتش (60 سنة) وأنه الأنسب يأتي بحسب تصريحات رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وليد صادي، إذ قال في تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية أنه "هو الخيار الأفضل لنا بعد قائمة مختصرة ضمت البرتغالي كارلوس كيروش الذي اعتذر، ومواطنه جوزيه بيسيرو مدرب نيجيريا الحالي".
وأضاف صادي خلال تصريحاته أنه "اختيار بيتكوفيتش على أساس معايير عدة، ومنها خبرته ومسيرته مع المنتخب السويسري".
ويصل المدير الفني الجديد إلى الجزائر الأحد المقبل، على أن يقيم مؤتمراً صحافياً اليوم التالي لتقديمه إلى وسائل الإعلام.
ومن أبرز تجارب بيتكوفيتش تولي تدريب منتخب سويسرا منذ أغسطس (آب) 2014 حتى يوليو (تموز) 2021، وقادهم خلال 78 مباراة حقق الفوز في 42 وتعادل في 14 وتلقى 22 هزيمة، وسجل لاعبوه 164 هدفاً واستقبلت شباكه 95.
وتمكن المدير الفني الجديد للمنتخب الجزائري من التأهل بمنتخب سويسرا إلى كأس العالم 2018، وودع المنافسات من دور الـ16 أمام السويد بنتيجة (1-0) بعد التأهل من المجموعات بالتعادل أمام البرازيل وكوستاريكا والفوز على صربيا، وغادر منصبه بعد يورو 2020 بعد الخروج من دور ربع النهائي أمام إسبانيا بنتيجة (4-2) بعد مشوار مميز في البطولة، أبرزها الفوز على إيطاليا التي توجت بالبطولة بنتيجة (3-0) في الدور الأول، والإطاحة بفرنسا بركلات الترجيح في دور الـ16.
خبرة البطولات الكبرى
وتمرس بيتكوفيتش مع سويسرا في البطولات الكبرى، وهي أحد أسباب كونه الاختيار الأنسب للمنتخب الجزائري، إذ يرغب المسؤولون في العودة بقوة للمستوى الذي ظهر عليه "محاربو الصحراء" ما قبل بطولة أفريقيا 2019، والتتويج باللقب وسط أداء أكثر من ممتاز من الجميع.
وبحسب تقارير صحافية جزائرية فإن إجادة اللغة الفرنسية للمدرب تجعله مناسباً للمنصب، لسهولة التعامل مع لاعبي المنتخب الذين يتحدثونها بطلاقة، ولا يوجد عائقاً بين الطرفين في إيصال التعليمات الفنية، وقد كان يعوق بعض المدربين وجود مترجم قد لا يوصل المعلومة كما يريد المدير الفني إلى اللاعبين.
وتأتي طلاقته في التحدث باللغة الفرنسية منذ وجوده في منصب المدير الفني لفريق "بوردو" الفرنسي خلال الفترة ما بين يوليو 2021 وحتى فبراير (شباط) 2022، إذ أكد أكثر من مصدر إجادته لها، وأن الاتحاد الجزائري أجرى أكثر من مقابلة معه للتأكد من هذا.
القدرة على تطوير اللاعبين
وتعطي قدرة بيتكوفيتش على تطوير اللاعبين فردياً ميزة إضافية له قبل قيادة منتخب الجزائر الذي يحوي أكثر من موهبة، ولاعباً شاباً لديه قدرات مميزة ستفيدهم خلال الفترة المقبلة.
وتدرب أحد اللاعبين الذين يحملون الجنسية الجزائرية تحت يد بيتكوفيتش، وهو ياسين عدلي الذي انتقل أخيراً من "بوردو" إلى "ميلان" الإيطالي، وقال المدرب عنه في تصريحات سابقة "لقد تطور ياسين عدلي بشكل جيد، ولا تزال تنقصه بعض الأمور الدفاعية ولكنه لاعب موهوب ويتمتع بإمكانات رائعة، ومثل هذه القدرات ستكون خسارة كبيرة لنا في حال رحيله وعدم الاستفادة منه".
وتعامل بيتكوفيتش مع ياسين عدلي واقتناعه بقدراته قد يكون عاملاً قوياً من أجل إقناع اللاعب بتمثيل المنتخب الجزائري خلال الفترة المقبلة، إذ سيكون مكسباً كبيراً لصفوف "محاربي الصحراء".
وستكون المهمة الأولى لبيتكوفيتش مع منتخب الجزائر عبر مواجهتين وديتين أمام بوليفيا وجنوب أفريقيا في التوقف الدولي خلال مارس (آذار) الجاري، أما على المستوى الرسمي فيستعد لمواجهتي غينيا وأوغندا خلال يونيو (حزيران) المقبل ضمن التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.