من الواضح أن أزمات باريس سان جيرمان الفرنسي في الفترة الأخيرة لن تنتهي سوى برحيل مهاجمه كيليان مبابي خلال فترة الانتقالات الصيفية كما هو متوقع، وأن الوجهة الأقرب له الانضمام إلى ريال مدريد الإسباني بعد فترة طويلة من المفاوضات استمرت بين الطرفين.
وكانت صحيفة "ماركا" الإسبانية، في فبراير (شباط) الماضي، قد أكدت أن مبابي قد أتم اتفاقه مع ريال مدريد للانضمام إليه خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، بعقد يمتد إلى خمس سنوات، ليقود الفرنسي هجوم الفريق الإسباني بداية من الموسم الجديد.
وقال المدير الفني الإسباني لباريس سان جيرمان لويس إنريكي آنذاك، في تصريحات صحافية "سيأتي اليوم الذي سيرحل فيه مبابي عن الفريق وعلينا التعود على اللعب من دونه وإيجاد أفضل خطة، وأنا أقوم بما أراه أفضل للفريق ككل، وهذه هي قراراتي ومهمتي".
وبذلك أصبح مبابي (25 سنة) خارج حسابات إنريكي في الموسم المقبل بعدما أصبح قاب قوسين وأدنى من الانضمام إلى ريال مدريد، وبذلك يفقد الفريق الفرنسي واحداً من أهم أوراقه.
أزمة جديدة في سان جيرمان
نشبت أزمة بسبب مباراة باريس سان جيرمان ونظيره مارسيليا ضمن منافسات الجولة الـ27 من الدوري الفرنسي، التي انتهت بفوز فريق العاصمة (2-0) في "كلاسيكو" فرنسا، ولكن تغيير مبابي من قبل إنريكي قبل نهاية الوقت بنصف الساعة هو ما سبب توتراً في أحداث اللقاء.
واستبدل إنريكي مبابي في الدقيقة 65 وشارك بدلاً منه غونزالو راموس، وظهر على وجه اللاعب تعبيرات الغضب بسبب الخروج من المباراة، إذ كانت تشير النتيجة إلى تقدم باريس سان جيرمان (1-0).
ونشر مبابي عقب اللقاء صورة له من داخل المباراة عبر حسابه الشخصي على موقع "إنستغرام"، وهو يحمل شارة القيادة في يده وأثناء خروجه من الملعب، إذ رجحت بعض التقارير الصحافية أنه يلمح لتأكيد رحيله عن صفوف الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.
وتم توجيه سؤال للويس إنريكي في تصريحات عقب اللقاء عن تغيير مبابي، إذ قال "الحديث في هذا الأمر أصبح مملاً، أنا المدرب، الأمر أصبح كل أسبوع، الحديث في هذا أصبح مرهقاً، وسأفعل هذا كل أسبوع حتى آخر يوم لي في مهمتي، سأظل أبحث عن الأفضل دائماً".
ولم تكن هذه الأزمة هي الأولى التي تتعلق بمبابي في الفترة الأخيرة داخل باريس سان جيرمان، إذ كان قاب قوسين أو أدنى من الرحيل عن الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، بسبب أزمات مع رئيس النادي ناصر الخليفي، بسبب رغبة الأخير في تمديد عقده موسماً جديداً، ووصل الأمر إلى منعه من التدريب والظهور مع فريق الشباب، حتى وقع تقارب في وجهات النظر وعاد بعدها إلى المشاركة والظهور مع الفريق مرة أخرى، قبل خروج أنباء اتفاقه مع ريال مدريد في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وانضمام مبابي الوشيك خلال الصيف المقبل إلى ريال مدريد سينهي حالة الجدل التي تطغى على كل فترة انتقال في السنوات الأخيرة، وأشارت بعض التقارير إلى أن من المتوقع أن يراوح الراتب السنوي للاعب في النادي الإسباني ما بين 15 مليون يورو (16.24 مليون دولار) و20 مليون يورو (21.65 مليون دولار) صافية بعد الضرائب، إضافة إلى مكافآت متعلقة بالأهداف والبطولات الجماعية والجوائز الفردية.
