تستمر حالة من التخبط داخل أروقة نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، التي تتعلق باللاعبين والتي سيطرت على الأجواء خلال الأشهر الماضية، وكان من أبرزها أزمات المدير الفني الهولندي للفريق إيريك تن هاغ، بخاصة رونالدو وسانشو وغيرهما، وأزمات بعض اللاعبين الآخرين التي تعلقت بقضايا خارج الملعب على رأسهم البرازيلي أنتوني.
ضربت أزمة جديدة جدران قلعة أولد ترافورد خلال الأيام الماضية، بعد تغيب نجم الفريق ماركوس راشفورد عن التدريبات قبل مواجهة نيوبورت كونتي في كأس الاتحاد الإنجليزي التي انتهت بفوز مانشستر يونايتد بنتيجة (4-2)، إذ قيل وقتها إن السبب يعود لمرضه الشديد.
وكشفت صحيفة "ديلي ميل" الإنجليزية أن تغيب راشفورد جاء بسبب عدم قدرته على خوض المران، بسبب عدم استيقاظه في موعده المحدد قبل التدريبات، بسبب سهره في الليلة التي سبقت غيابه عن مران الفريق، وتم التقاط صور له داخل أحد الملاهي الليلية في "بلفاست" بإيرلندا الشمالية، وعاد في ساعة متأخرة من صباح يوم غيابه.
ولم يستطع راشفورد النهوض والتوجه إلى التدريبات، إذ كشفت الصحيفة الإنجليزية عن أن اللاعب عاد بطائرة خاصة وشوهد ملقى على السرير الخاص به في غرفته بالفندق بملابسه التي كان بها بالخارج في الملهى الليلي، إذ كشف بعض الشهود أنه كان عائداً في حالة سكر بيِّن، بعد أن أنهى سهرته وعاد في الثالثة من صباح الجمعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللاعب تناول كمية كبيرة من الكحول في شكل مشروبات مختلفة، وفي الصباح اتصل بالمسؤولين وادعى أنه مريض ولن يستطيع خوض المران، وعلق تن هاغ على هذا الأمر في المؤتمر الصحافي قبل اللقاء قائلاً "هذا الصباح كان راشفورد مريضاً، لذا علينا أن نرى كيف يتعافى".
وأصدر مانشستر يونايتد بياناً تعقيباً على هذا الأمر قائلاً "راشفورد تحمل مسؤولية أفعاله وهذا الأمر مسألة تأديبية داخلية"، إذ أشار إلى أن هناك تعاملاً وتحقيقاً في الموقف من المسؤولين داخل النادي، بخاصة أن اللاعبين غضبوا من زميلهم أن يأتي بمثل هذه الأفعال في الوقت الصعب الذي يمر به النادي.
وعاد راشفورد أمس الإثنين إلى تدريبات مانشستر يونايتد، من دون ذكر أي ما يتعلق بإجراءات تأديبية للاعب بعد غيابه عن المران بداعي المرض، على رغم سهره في أحد الملاهي الليلية.
وكشفت صحيفة "صن" البريطانية عن أن هناك نية لدى إدارة مانشستر يونايتد بتوقيع عقوبة على اللاعب بتغريمه ما يقارب 650 ألف جنيه استرليني (823.77 ألف دولار) بسبب تغيبه وإثارة الجدل داخل النادي خلال فترة مهمة في الموسم، والخروج عن القواعد الموضوعة للالتزام.
أزمات يونايتد تتوالى
ولم تكن أزمة راشفورد الأولى خلال الأشهر الماضية، في ولاية تن هاغ التي تضرب صفوف مانشستر يونايتد، إذ أشهرها صدام المدرب الهولندي مع البرتغالي كريستيانو رونالدو، ففي الـ19 من ديسمبر (كانون الأول) 2022، أصر المدير الفني على بقاء اللاعب البرتغالي على مقاعد البدلاء في مباراة فريقه أمام توتنهام هوتسبير، ليتخذ البرتغالي قراراً بمغادرة مقاعد البدلاء ومن ثم الملعب نهائياً في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء، وهو ما قد زاد الأزمة اشتعالاً بين الطرفين.
وأطلق رونالدو في حواره الشهير مع بيرس مورغان تصريحات نارية ضد المدرب الهولندي، إذ أكد أنه لا يحترمه، وقال "لا أحترم تن هاغ، لم يظهر لي أي احترام، إذا لم تكن تحمل لي بعض الاحترام، فلن أحترمك، وعلى الناس معرفة الحقيقة".
وبعدها اتفق مانشستر يونايتد ورونالدو على فسخ التعاقد والرحيل بصورة ودية عقب اجتماع بين تن هاغ وإدارة النادي، عقب المقابلة التي أجراها اللاعب مع بيرس مورغان، التي جاء صداها قوياً للغاية.
وجاءت أزمة اللاعب الشاب سانشو لتواصل أزمات مانشستر يونايتد، عندما اندلعت الأزمة قبل مواجهة الفريق أمام أرسنال في الدوري الإنجليزي. وقال المدرب الهولندي إن عدم التزام اللاعب في المران هو سبب الاستبعاد، ليرد عليه سانشو بأنه يقوم باللازم في التدريبات، وأن لا يصدقوا ما يقال عنه لتزداد حدة التصريحات بينهما.
وتعد آخر الأزمات التي ضربت مانشستر يونايتد قبل موقف راشفورد الأخير هي اتهام البرازيلي أنتوني من صديقته غابرييلا كافالين بالاعتداء الجسدي، ونشرت بعض المحادثات بينهما لتثبت أنها تعرضت للعنف من قبل اللاعب، وكانت ضمنها واحدة يعتذر خلالها بعد أن ركلها واعتدى عليها، وهي ما استندت إليه في شكواها ضد النجم البرازيلي.
ولكن عاد اللاعب سريعاً للتدريبات بعد أن خضع للتحقيقات وأصدر مانشستر يونايتد وقتها بياناً رسمياً قال خلاله "منذ تقديم الادعاءات للمرة الأولى تعاون أنتوني مع تحقيقات الشرطة في كل من البرازيل وإنجلترا، ويواصل القيام بذلك، وسيعود للتدريبات في الوقت الحالي".
ويحاول مانشستر يونايتد في الوقت الحالي إعادة بريق الفريق مرة أخرى بخاصة بعد وجود مالك جديد وهو جيم راتكليف الذي يخطط لتطوير النادي خلال الفترة المقبلة.
