انتهى دور المجموعات بكأس الأمم الأفريقية في نسختها الـ34، والمقامة في كوت ديفوار بمشاركة 24 منتخباً، من بينها خمسة منتخبات عربية، إذ شهد الدور الأول كثيراً من المفاجآت بظهور قوى جديدة داخل القارة السمراء في عالم كرة القدم مع سقوط الكبار وعدم تأهلهم إلى دور الـ16.
تأهلت منتخبات غينيا الاستوائية وكاب فيردي والسنغال وأنغولا ومالي والمغرب في المراكز الأولى في مجموعاتها، إضافة إلى نيجيريا ومصر والكاميرون وبوركينا فاسو وجنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية في الوصافة، مع تأهل كوت ديفوار وغينيا وموريتانيا وناميبيا كأفضل منتخبات في المركز الرابع في المجموعات.
ويعد المنتخب السنغالي حامل لقب البطولة هو الوحيد الذي تمكن من حصد العلامة الكاملة في دور المجموعات بعد الفوز على الكاميرون وغينيا وغامبيا ضمن منافسات المجموعة الثالثة، بينما لم يحصد منتخبان أي نقاط هما غينيا بيساو في قاع المجموعة الأولى وغامبيا في الثالثة.
لعبت في دور المجموعات 36 مباراة انتهت 21 منها بالفوز و15 بالتعادل منها ثلاث سلبية، وشهدت هذه المباريات تسجيل 89 هدفاً، ويعد منتخب غينيا الاستوائية هو أكثر منتخب تسجيلاً للأهداف في الدور الأول بتسعة أهداف، وأقل المنتخبات إحرازاً للأهداف الثنائي تونس وتنزانيا بهدف واحد فقط، ولم يخرج أي منتخب بشباك نظيفة في المجموعات بهذه النسخة.
ويتصدر لاعب غينيا الاستوائية إيمليو نسووي ترتيب الهدافين برصيد خمسة أهداف، إذ هو صاحب "الهاتريك" الوحيد في البطولة حتى الآن وكان في مرمى غينيا بيساو بالجولة الثانية.
ولم يحقق منتخبان فقط من المتأهلين لدور الـ16 الفوز في أي مباراة بدور المجموعات، وهما مصر والكونغو الديمقراطية، إذ صعدا في وصافة مجموعتيهما برصيد ثلاث نقاط من ثلاثة تعادلات، ومن المفارقات في دور الـ16 أنهما سيتواجهان في أولى المراحل الإقصائية بالبطولة.
مفاجآت العرب
لم يكن تأهل منتخب مصر بصعوبة بثلاثة تعادلات فقط هو المفاجأة بالنسبة إلى المنتخبات العربية المشاركة، بل يعد وداع الثنائي الجزائر وتونس المنافسات من الدور الأول من أبرز مفاجآت النسخة الحالية.
وتعرض المنتخب الجزائري للإقصاء من هذا الدور للمرة الثانية على التوالي، بعد أن احتل المركز الأخير في المجموعة الخامسة بتحقيق تعادلين وتلقي هزيمة أمام منتخب موريتانيا.
وتأهل المنتخب الموريتاني لأول مرة في تاريخه إلى دور الـ16 في المشاركة الثالثة له بالبطولة بعد خروجه من المجموعات في نسختي 2019 و2021، وذلك بفضل الفوز على الجزائر في الجولة الأخيرة بنتيجة (1-0).
وودع المنتخب التونسي المنافسات من هذا الدور لأول مرة منذ 11 عاماً، بعد أن حصد نقطتين من تعادلين وهزيمة، محرزاً هدفاً وحيداً في مجموعة وجد بها منتخبات مالي وجنوب أفريقيا وناميبيا، الذي فجر مفاجأة بتأهله رفقة الكبار في النسخة الحالية.
صاحب الأرض
تأهل منتخب كوت ديفوار جاء بعد أن كانت نسبة خروجه من المنافسات تتخطى الـ90 في المئة، ولكن نتائج الجولة الأخيرة بخاصة مباريات المجموعتين الخامسة والسادسة خدمت أصحاب الأرض بالتأهل ضمن أفضل منتخبات في المركز الثالث.
فوز المغرب على زامبيا والكونغو على تنزانيا في المجموعة الأخيرة، مع تعادل منتخبات المجموعة الخامسة جعل كوت ديفوار تتأهل بثلاث نقاط فقط.
خريطة المواجهات الإقصائية
وأسفرت خريطة دور الـ16 في البطولة عن مواجهات متفاوتة، وستكون على مسارين، المسار الأول لقاءات مالي أمام بوركينا فاسو والفائز منهما سيواجه الفائز من السنغال وصاحب الأرض كوت ديفوار، ومصر أمام الكونغو الديمقراطية، وسيواجه الفائز منهما المتأهل من مواجهة غينيا الاستوائية أمام غينيا في ربع النهائي. وهذا المسار ينذر بمواجهة قوية للغاية بين مصر والسنغال في نصف النهائي، وأصبحت معتادة خلال السنوات الماضية، إذ هي تكرار لنهائي النسخة الماضية التي أقيمت في الكاميرون، إضافة إلى مواجهتهما في المباراة الفاصلة للصعود إلى كأس العالم 2022 التي تفوق فيها "أسود التيرانغا".
وفي المسار الثاني يواجه منتخب نيجيريا نظيره الكاميرون، والفائز منهما سيصطدم بالمتأهل من مواجهة أنجولا وناميبيا، وسيواجه كاب فيردي نظيره موريتانيا والمتأهل منهما سيقع في لقاء قوي أمام الفائز من مباراة المغرب وجنوب أفريقيا في ربع النهائي.