لا شك أننا نصاب جميعًا بالعصبية من وقت لآخر كرد فعل طبيعي نتيجة التعرض لموقف أو حدث معين يثير الغضب، ولكن ربما تعود أسباب العصبية إلى كثرة مشاكل الحياة، أو الإصابة بحالات طبية أو اضطرابات نفسية، لذلك يعد التعرف على سبب العصبية، خاصة إذا كانت مفرطة، الخطوة الأولى في علاج الحالة الأساسية الكامنة وراءها مع تعلم طرق للتخفيف من الانفعال والعصبية.
يتناول هذا المقال أبرز أسباب العصبية ومحفزاتها، وكذلك بعض النصائح التي تساهم في التغلب على العصبية والغضب.
أسباب العصبية والانفعال
تختلف أسباب العصبية والانفعال من شخص لآخر، وفيما يلي نذكر أبرز هذه العوامل:
ظروف الحياة
قد ترجع أسباب العصبية والضيق إلى كثرة مشاكل الحياة فيصبح الفرد سريع الغضب على أبسط الأمور، وربما ينفعل من أشياء لا علاقة لها بالمشكلة الأساسية. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يشعر الشخص بالغضب تجاه أمر ما ولكن لا يتسطيع التعبير عن ذلك؛ مما يؤدي إلى العصبية وتفريغ هذا الغضب على أمور أخرى.
تشمل المواقف التي قد تسبب العصبية لدى بعض الأشخاص ما يلي:
مشاكل العمل أو العلاقات الأسرية والاجتماعية.
الأحداث اليومية مثل الازدحام المروري.
الشعور بألم جسدي أو عاطفي.
الشعور بالإحباط وصعوبة تحقيق الأهداف.
التعرض للرفض أو المعاملة السيئة.
العصبية الناجمة عن الحزن، مثل فقدان أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء، أو الانفصال والطلاق.
قلة النوم
يعد الحصول على قسط كاف من النوم أمر هام للأداء العقلي والقدرة على التركيز؛ لذا فإن قلة النوم أو الحرمان منه أحد أسباب العصبية عند الأطفال والكبار، حيث تؤدي إلى الشعور بالضيق وسرعة الانفعال على أبسط الأمور.
انخفاض سكر الدم
يسبب انخفاض مستوى السكر في الدم سرعة التهيج والعصبية، وقد يحدث لدى مرض السكري نتيجة تناول جرعة زائدة من الدواء أو الإنسولين، أو في غير المصابين بالسكري بسبب عدم تناول الطعام عدة ساعات، ويعد ذلك من أسباب العصبية عند الجوع.
تشمل أعراض نقص سكر الدم الأخرى ما يلي:
تسارع ضربات القلب.
الارتعاش.
التعرق.
صعوبة التركيز.
الدوخة أو الدوار.
متلازمة ما قبل الحيض
تعد متلازمة ما قبل الحيض من أبرز أسباب العصبية الزائدة عند النساء قبل الدورة الشهرية، حيث يحدث في هذه الفترة تغيرات في الهرمونات؛ مما قد يؤدي إلى التهيج وتقلب المزاج.
تحدث متلازمة ما قبل الحيض قبل موعد الدورة بأسبوع أو أسبوعين، وتشمل أعراضها ما يلي:
صداع.
تقلبات المزاج والعصبية.
قلق وسهولة البكاء.
زيادة الرغبة في تناول الطعام.
تعب عام.
انتفاخ البطن.
إمساك أو إسهال.
تورم الثدي والشعور بوجع.
اضطراب الهرمونات
يؤثر اضطراب الهرمونات على الحالة النفسية للفرد ويمكن أن يسبب العصبية والانفعال، وتتعدد المشاكل التي قد تؤدي إلى اختلال توازن الهرمونات، مثل التوتر، وقلة النوم، وسوء التغذية.
تشمل الأسباب الأخرى لاضطراب الهرمونات ما يلي:
فرط نشاط الغدة الدرقية.
متلازمة تكيس المبايض.
سن اليأس.
داء السكري.
قد يكون من أسباب العصبية الزائدة عند الرجال انخفاض مستوى التستوستيرون أو ارتفاع مستوى الإستروجين.
الذكريات المؤلمة
يمكن أن تكون أسباب العصبية والانفعال الزائد نتيجة تراكم المواقف المؤلمة التي تعرض لها الشخص قبل ذلك أو في طفولته، مثل التعرض للإساءة، أو التنمر، أو أحداث صادمة لم يستطع أن يعبر عن غضبه واستيائه عند حدوثها؛ لذلك قد يكون كثرة الانفعال والعصبية ما هو إلا انعكاس لهذه وتنفيث للغضب المكتوم.
قد يفيد إدراك ذلك في تخفيف العبء على النفس وتغيير طريقة التعامل والاستجابة في المواقف الحالية.
الاضطرابات النفسية
قد ترجع أسباب الغضب الداخلي إلى أمراض نفسية، حيث أن العديد من الاضطرابات النفسية يصاحبها مشاعر الانفعال والعصبية والتهيج، ومن أمثلتها:
الاكتئاب: تعد العصبية والتهيج أحد أعراض الاكتئاب بجانب الحزن، وفقدان الاهتمام، والإحباط.
اضطراب الوسواس القهري: يمكن أن يكون الوسواس القهري أحد أسباب العصبية والقلق، فعدم القدرة على السيطرة على الأفكار الوسواسية والسلوكيات القهرية قد يؤدي إلى الإحباط والعصبية.
اضطراب ثنائي القطب: يعانى مرضى اضطراب ثنائي القطب من نوبات هوس يمكن أن تسبب التهيج والعصبية وسهولة الانفعال على أبسط الأمور، بجانب العلامات الأخرى من الشعور بالنشوة، وتسارع الأفكار، والانخراط في سلوك متهور.
إدمان الكحول: يعد الكحول من أبرز أسباب العصبية والعدوانية، حيث يؤثر الكحول على قدرة الشخص على التحكم في انفعالاته.
اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط: يعاني المصابون بهذا الاضطراب من سرعة الانفعال والعصبية بجانب مشاكل التركيز وفرط الحركة.
اضطراب التحدي المعارض: قد يكون من أسباب العصبية لدى الأطفال والغضب الزائد الإصابة باضطراب التحدي المعارض، وهو اضطراب سلوكي يؤثر على الأطفال في عمر المدرسة ويتسم المصابون به بحدة المزاج، والعناد، والجدال.
الاضطراب الانفجاري المتقطع: هو اضطراب نفسي يعاني فيه المصاب من نوبات تستمر 30 دقيقة من العصبية المفرطة والغضب والتهيج الذي لا يلائم الموقف مع القيام بسلوكيات عدوانية وعنيفة والاعتداء على الآخرين لفظيًا أو جسديًا بالضرب وتكسير الأشياء، ويتبعها شعور بالندم.
كيفية التعامل مع العصبية والانفعال
تساهم بعض النصائح في التخفيف من العصبية والتخلص من مشاعر الغضب، ومنها:
التنفس ببطء وإطالة فترة الزفير عن الشهيق.
محاولة الاسترخاء بمجرد الشعور بالتوتر مع إرخاء عضلات الجسم.
ممارسة التأمل الواعي، وهي تقنية قد تساهم في تهدئة العقل والجسم.
ممارسة التمارين الرياضية مثل الجري أو تمارين الملاكمة، حيث يساعد ذلك في تفريغ الغضب والعصبية.
تفريغ الطاقة بطريقة آمنة مثل الضرب في وسادة، أو تمزيق الورق.
القيام بأنشطة لإلهاء النفس، مثل أخذ حمام بارد، أو الكتابة، أو محاولة إصلاح أو صناعة شيء ما يدويًا.
نصيحة الطبي
تتضمن أسباب العصبية قلة النوم والمشاكل اليومية، وربما الاضطرابات الهرمونية أو الإصابة بأمراض نفسية. يساعد التعرف على هذه العوامل في إدراك المشكلة التي يعاني منها الفرد والسعي لتلقي العلاج المناسب.
