لا تخلو الحياة من الشعور بالقلق فهو أمر طبيعي يحدث من وقت لآخر استجابة لما نتعرض له من أحداث، ولا تقتصر أعراض القلق على التأثير النفسي، بل يصاحبه أعراض جسدية فالعلاقة بين العقل والبدن علاقة وثيقة، فما هي أعراض القلق الجسدية؟
بالرغم من أن القلق يعد استجابة طبيعية لما نواجهه في حياتنا، بل وقد يكون مفيدًا في بعض الحالات ودافعًا لإنجاز المهام، إلا أنه إذا استحوذ على الفرد وأصبح الشعور به تجاه أبسط الأمور وبصفة مستمرة، فقد يشير ذلك إلى احتمالية الإصابة باضطراب القلق العام.
قد يؤدي القلق المزمن بمرور الوقت إلى التأثير سلبًا على الصحة النفسية، وصحة القلب والأوعية الدموية، والجهاز الهضمي، ومناعة الجسم، فيزيد من خطر الإصابة باضطرابات نفسية أخرى وأمراض جسدية مزمنة.
تعرف في هذا المقال على ما هي أعراض القلق الجسدية، وتأثير القلق المزمن على المدى البعيد، وكيفية التخلص من أعراض القلق النفسية والجسدية والوقاية من القلق.
أعراض القلق الجسدية
تحدث أعراض القلق النفسي الجسدية نتيجة استجابة الجسم لمشاعر القلق والتوتر والخوف، وذلك بإفراز هرمونات التوتر (الكورتيزول والأدرينالين) جراء تفسير الجسم أن الشخص يتعرض لخطر ما، فتؤدي هذه الهرمونات إلى زيادة معدل ضربات القلب والتنفس، وزيادة تدفق الدم إلى العضلات والأطراف استعدادًا لمواجهة هذا الخطر أو الهروب منه.
نذكر فيما يلي أبرز علامات وأعراض القلق الجسدية:
سرعة ضربات القلب
تعد سرعة ضربات القلب والخفقان من أبرز أعراض القلق الجسدية، حيث يزيد إفراز هرمون الكورتيزول والأدرينالين من معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.
ينجم عن ذلك أيضًا تضيق الأوعية الدموية، فيؤثر على درجة حرارة الجسم ما يؤدي إلى الإصابة بهبات ساخنة ومن ثم التعرق لتبريد الجسم.
سرعة التنفس
تشمل أعراض القلق الجسدية حدوث فرط التنفس حيث يزداد معدل النفس ويصبح ضحلًا، وذلك بهدف إيصال كمية أكبر من الأكسجين للجسم استجابة لحالة القتال أو الهروب.
يصاحب فرط التنفس حدوث الأعراض الآتية:
دوخة ودوار.
تنميل.
شعور بالإغماء.
تعب عام.
اضطرابات الجهاز الهضمي
قد يكون من أعراض التوتر والقلق الجسدية حدوث اضطراب في المعدة والأمعاء، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بواحد أو أكثر من الأعراض الآتية:
غثيان أو قيء.
إسهال أو إمساك.
انتفاخ البطن والغازات.
مغص وتقلصات في البطن.
توتر العضلات
يعد توتر العضلات أو الإصابة بالشد العضلي أحد أعراض القلق الجسدية نتيجة إفراز الجسم للأدرينالين، وقد يؤدي القلق أيضًا إلى:
ارتعاش العضلات.
ألم وتشنج عضلات الرقبة، أو الكتف، أو الظهر.
صداع أو صداع نصفي.
ألم في الفك والجز على الأسنان.
تململ الساقين.
الارتعاش
قد يعاني الفرد عند الإصابة بالقلق من ارتعاش الجسم، والتململ، وكثرة الحركة، وذلك نتيجة ما يسببه القلق من شعور بالتهيج والعصبية.
تنميل ووخز
يتسبب القلق في إرسال المخ إشارات عصبية إلى الأعصاب الطرفية استعدادًا لمواجهة الخطر كما يحدث مع باقي أعضاء الجسم من القلب، والرئة، والعضلات، وهو ما يفسر الشعور بتنميل في الجسم عند الإصابة بالقلق.
عدم القدرة على التركيز
تشمل أعراض القلق الجسدية أيضًا فقدان القدرة على التركيز، إذ أن تركيز الشخص يكون منصبًا على ما يقلقه، فيصعب عليه التركيز في أي أمر آخر، وربما لا يستطيع التفكير في أي شيء كما لو أن عقله أصبح فارغًا.
صعوبة النوم
يمكن أن يكون عدم القدرة على النوم أو الأرق من الأعراض الجسدية للقلق والتوتر المزمن بسبب زيادة إنتاج الأدرينالين، بالإضافة إلى ذلك يؤدي القلق إلى اضطرابات النوم والإصابة بالكوابيس، علاوة على الشعور بالتعب والإرهاق في اليوم التالي.
ارتفاع سكر الدم
يعد ارتفاع السكر في الدم من علامات وأعراض القلق الجسدية، إذ أن هرمونات التوتر تؤدي إلى رفع نسبة السكر في الدم، ويعد ذلك مفيدًا في حال كان الشخص يواجه خطرًا حقيقيًا، ولكن مع استمرار التعرض لمثيرات القلق يرتفع مستوى السكر في الجسم فترات طويلة؛ مما يزيد من خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب.
تعب عام وإرهاق
تتضمن أعراض القلق والتوتر والاكتئاب الجسدية الشعور بالإرهاق طوال اليوم والتعب من أبسط الأمور لا سيما بعد نوبة القلق.
تأثير القلق المزمن على المدى البعيد
قد يؤدي القلق المزمن والمتكرر على المدى البعيد إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل صحية عديدة وربما أمراض خطيرة تهدد الحياة إذا ترك دون علاج.
تشمل مضاعفات القلق المزمن ما يلي:
ضعف مناعة الجسم وسهولة الإصابة بالعدوى.
زيادة الوزن.
مشاكل الجهاز الهضمي.
قلة الرغبة الجنسية.
أرق واضطراب النوم.
الشعور بآلام مزمنة في الجسم.
تصلب الشرايين وارتفاع الكوليسترول.
ارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بأمراض القلب.
داء السكري.
الاكتئاب وعدم القدرة على أداء المهام اليومية.
تعاطي المخدرات.
التفكير في الانتحار.
كيفية التخلص من أعراض القلق الجسدية
قد تساهم بعض النصائح في تخفيف أعراض القلق الجسدية والنفسية عند حدوثها، مثل:
التنفس بعمق عن طريق أخذ شهيق عميق ببطء على مدار 4 ثوانٍ ثم إخراج الزفير أيضًا على مدار 4 ثوانٍ.
محاولة الابتعاد على الموقف المسبب للقلق والمشي بعض الوقت، أو الجلوس في مكان هادئ ومحاولة الاسترخاء، أو ممارسة التمارين التي تساعد على ذلك، مثل اليوجا.
استنشاق الزيوت العطرية مثل اللافندر أو خشب الصندل، إذ أنها تساعد على تهدئة الجسم وتخفيف القلق.
كتابة ما يفكر فيه الشخص وما يجول بخاطره، فقد يساعد ذلك في تخفيف أعراض القلق.
كذلك تفيد بعض الطرق الطبيعية وإجراء تعديلات على نمط الحياة في علاج أعراض القلق الجسدية والنفسية وتجنب الإصابة بالقلق، وتشمل ما يلي:
اتباع نظام غذائي صحي وتناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك.
الحد من تناول الكافيين لدوره في زيادة الشعور بالقلق.
ممارسة الرياضة بانتظام.
ممارسة تمارين الاسترخاء، مثل التأمل الواعي واليوجا.
الإقلاع عن التدخين والامتناع عن شرب الكحول.
نصيحة الطبي
لا تقتصر أعراض القلق على الأعراض النفسية بل يؤدي إلى حدوث أعراض جسدية مزعجة، وقد يتسبب القلق المزمن في الإصابة بمضاعفات تؤثر على الصحة. ربما تساهم النصائح والإرشادات السابقة في تخفيف القلق، ولكن إذا استمر الشعور به فينبغي مراجعة الطبيب فقد تكون بحاجة إلى علاج نفسي أو دوائي للتغلب على هذه المشكلة.