شهدت مباراة الهلال السعودي أمام اتحاد جدة كثيراً من المعطيات الفنية التي تكشف كيف ستكون المنافسة خلال الموسم الجديد في دوري "روشن" للمحترفين، وشكل الصراع على اللقب بعد موسم انتقالات تاريخي.

وحسم فريق الهلال المواجهة أمام اتحاد جدة لمصلحته بنتيجة (3-1) ليتأهل إلى نصف نهائي كأس الملك سلمان للأندية العربية الأبطال (البطولة العربية) المقامة في السعودية.

واتسمت مباراة الأمس بين الهلال والاتحاد، قطبا "كلاسيكو" الدوري السعودي للمحترفين، بالندية الكبيرة، إذ كان العميد قادراً على قلب اللقاء رأساً على عقب في أية دقيقة على رغم تأخره بهدفين، وجاء هدف البرازيلي رومارينيو ليعيد الأمل من جديد قبل أن يحسمها البرازيلي مالكوم للزعيم بضربة رأسية رائعة، ويهدر بنزيما فرصة للنمور من أجل العودة من علامة الجزاء، وأظهرت معطيات المباراة مؤشراً على شكل المنافسة خلال الموسم الجديد، كما أثارت تساؤلات عما ينقص طرفي الـ "كلاسيكو" من تدعيمات.

أما في سوق الانتقالات الصيفية الحالية فتمكن نادي الهلال من إبرام بعض الصفقات المميزة وعلى رأسها السنغالي خاليدو كوليبالي قادماً من تشيلسي الإنجليزي، وسيرجي سافيتش من لاتسيو الإيطالي، والبرتغالي روبن نيفيز من وولفرهامبتون، وكان آخرها البرازيلي مالكوم، إذ لعبت صفقات أمس السبت دوراً في عبور الزعيم إلى نصف النهائي البطولة العربية بقيادة البرتغالي خورخي خيسوس.

وعلى الجانب الآخر أبرم نادي الاتحاد صفقة قد تكون الأقوى خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية بكل تأكيد، وهي ضم الفرنسي كريم بنزيما قادماً من ريال مدريد الإسباني، إضافة إلى التعاقد مع مواطنه نيجولو كانتي من تشيلسي، وانضمام البرازيلي فابينيو لاعب وسط ليفربول السابق والبرتغالي بيدرو جوتا، ولكن بعض العيوب ظهرت في العميد أمس على رغم أنه كان نداً قوياً لنظيره الهلال.

ماذا يحتاج الهلال؟

وقال البرتغالي خيسوس مراراً وتكراراً إن سوق الانتقالات لنادي الهلال لم ينته بعد، إذ أكد أمس خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب اللقاء أنه "لا تزال هناك صفقتان في الهجوم يعمل النادي على التعاقد معهما خلال الأيام المقبلة"، مشيراً إلى حاجته لقوة هجومية خلال الموسم الجديد على رغم الأداء الذي قدمه أمس.

وفي لقاء الاتحاد اعتمد خيسوس على مالكوم كمهاجم صريح في بعض الأحيان من أجل التغلب على النقص في هذا المركز، كون البرازيلي مركزه الأساس الجناح الأيمن، لكنه نفذها بطريقة بارعة وسجل هدفاً وأهدر آخر محققاً.

وتوحي صفقات نادي الاتحاد عبر ضم بنزيما وكانتي وفابينيو وجوتا إلى استكمال الفريق قوته استعداداً للموسم الجديد، لكن ما ظهر في ملعب المباراة أمس يدل على عكس ذلك بعد أن كان مرشحاً قوياً لتحقيق اللقب.

وقد يكون الاتحاد ظهر من الناحية الفنية بشكل رائع في معظم أوقات المباراة، أما من الناحية الدفاعية فقد ظهر بصورة متراجعة للغاية، وهذا يعود لفقدان واحد من أفضل اللاعبين خلال الموسم الماضي وهو أحمد حجازي قائد الفريق الذي تعرض إلى قطع في الرباط الصليبي.

وقال سانتو خلال تصريحات الأسبوع الماضي إن "الجميع يعرف جيداً أن لدينا أزمة في الدفاع، وليس هناك فارق في هوية من سنضمه سواء كان أجنبياً أو محلياً، والأهم هو حل الأزمة"، إذ ظهر الاتحاد في مباراة الهلال مفتقداً حجازي فنياً ومعنوياً، فمن الناحية الفنية لم يضم الاتحاد مدافعاً يستطيع أن يشغل مكان قائده، وهو ما ظهر عندما نجح الزعيم في الوصول إلى مرماه في ثلاث مناسبات عبر تشكيل لم يوجد به مهاجم صريح، إذ لم يستطيع قلبا دفاع العميد الثنائي أحمد شراحيلي وأحمد بامسعود سد الفراغ الذي تركه مدافع منتخب مصر.

وقد يكون دخول فابينيو إلى التشكيل بداية الموسم عاملاً مهماً للغاية وبخاصة مع اقتراب الاستغناء عن طارق حامد، كما تشير تقارير صحافية خلال الأيام الماضية.

وقال الإعلامي السعودي وليد الفراج في تصريحات تلفزيونية "قد يخرج فيليبي جوتا على سبيل الإعارة من أجل التعاقد مع لاعب آخر في المركز نفسه"، في إشارة إلى أن اللاعب الجديد قد يكون نجماً أكبر، وبالفعل لم يقدم جوتا في مباراة الأمس الأداء المطلوب منه.

وينطلق الدوري السعودي للمحترفين في الـ 11 من أغسطس (آب) الجاري في موسم استثنائي بعد فترة انتقالات صيفية قوية تحدث عنها العالم أجمع.