تؤثر الصدمة النفسية على الاستقرار العاطفي للفرد، وحالته المزاجية، وعلاقته بمن حوله، بل وعلى صحته البدنية، ويساعد علاج الصدمة النفسية في تخفيف وقع الصدمة على النفس، علاوة على تعزيز القدرة على التعامل مع الذكريات المؤلمة وما يصاحبها من مشاعر.
تعرف في هذا المقال على ما هو علاج الصدمة النفسية النفسي والدوائي، وكذلك نصائح تساعد في التعامل مع أعراض الصدمة النفسية.
فوائد علاج الصدمة النفسية
يفيد علاج الصدمة النفسية فيما يلي
تخفيف أثر الصدمة على النفس وتعلم مهارات للتعامل مع الأحاسيس والأفكار السلبية الناجمة عن الصدمة.
الحد من الغضب والإحباط الناجم عن الصدمة.
تحسين القدرة على التواصل مع الآخرين.
المساعدة على الاستقرار النفسي.
تقليل خطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.
العلاج النفسي للصدمة
تختلف تقنيات علاج الصدمة النفسية بناء على نوع العلاج، ومن أمثلة هذه التقنيات ما يلي:
تقنية التعرض المتخيل: ينتهج هذا الأسلوب سرد أحداث الصدمة للمعالج بصوت عالٍ؛ مما يساعد الشخص على مواجهة أفكاره وذكرياته التي يتجنبها.
تقنية التعرض الحي: تنطوي هذه التقنية على تعريض الشخص ببطء لمواقف يتجنبها لارتباطها بالصدمة حتى يتخطي ذلك.
تقنية كتابة تفاصيل الحدث: وفيه يطلب المعالج من الشخص كتابة وصف ما تعرض له في تجربته المؤلمة.
الكتابة عن تأثير الصدمة: هي تقنية تتضمن شرح وجهة نظر الشخص كتابة عن سبب تعرضه للحدث الصادم ومدى تأثيره على حياته.
أنواع العلاج النفسي للصدمة
تتعدد أنواع العلاج النفسي وتختلف مدى الاستجابة للعلاج من حالة لأخرى؛ لذا قد يحتاج الشخص إلى تجربة أكثر من نوع حتى الوصول إلى أفضل علاج مناسب لحالته.
نذكر فيما يلي أبرز أنواع العلاج النفسي المستخدمة في علاج الصدمة النفسية:
المعالجة المعرفية: تستخدم المعالجة المعرفية في علاج ما بعد الصدمة النفسية، وتهدف إلى مساعدة الشخص على تحدي المعتقدات والأفكار السلبية المرتبطة بالحدث الصادم، ومن ثم العمل على تغييرها من خلال إدراك وفهم الحدث وكتابة تفاصيله، وتعلم كيفية التفكير فيه بشكل مختلف لتخفيف وقعه على النفس. عادة ما تبلغ مدة علاج الصدمة النفسية بهذا العلاج 12 جلسة.
العلاج بالتعرض المطول: يعد العلاج بالتعرض من الطرق الفعالة في علاج مرض الصدمة النفسية، وفيه يعمل المعالج على مواجهة الشخص لذكرياته وأحاسيس الخوف والقلق المرتبطة بالحدث الصادم تدريجيًا لإدراك أن الصدمة مرت ولم تعد تحدث.
العلاج المعرفي السلوكي المرتكز على الصدمات: يستخدم العلاج المعرفي السلوكي في علاج الصدمة النفسية للأطفال والمراهقين، ويهدف إلى مساعدة الطفل على إدراك الأفكار الخاطئة، وتصحيح سلوكياته، وتعليمه طرقًا للتأقلم، مثل كيفية التعبير عن المشاعر وتهدئة النفس. تستغرق فترة علاج الصدمة النفسية للطفل بهذا العلاج 12 إلى 16 جلسة تقريبًا.
إزالة التحسس وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين: ينطوي علاج الصدمة النفسية بحركة العين على تركيز المريض على حركات أو أصوات إيقاعية معينة كشيء يتحرك يمينًا ويسارًا، وذلك أثناء التفكير في ذكريات الحدث المؤلم، يعمل هذا الأسلوب على إعادة معالجة الذكريات المرتبطة بالحدث وتخفيف أعراض الصدمة النفسية.
العلاج الجسدي: يهدف العلاج الجسدي إلى تحرير المشاعر المكبوتة لتخفيف الأعراض النفسية وتقليل الشعور بالألم من خلال استخدام عدة أساليب منها الضغط على نقاط معينة في الجسم.
أدوية علاج الصدمة النفسية
لا يمكن علاج الصدمة النفسية بالدواء، ولكن يساعد استخدام بعض الأدوية في علاج تأثير الصدمة النفسية على الدماغ كالقلق، والاكتئاب، ومشاكل النوم، ومن هذه الأدوية ما يلي:
مضادات القلق، مثل الديازيبام (بالإنجليزية: Diazepam) واللورازيبام (بالإنجليزية: Lorazepam).
مضادات الاكتئاب، مثل الباروكستين (بالإنجليزية: Paroxetine) والسيرتالين (بالإنجليزية: Sertraline).
علاج الصدمة النفسية بالطب البديل
يوجد بعض الطرق البديلة التي قد تساهم أيضًا في علاج حالات الصدمة النفسية، مثل:
الوخز بالإبر: قد يفيد علاج الوخز بالإبر الصينية تحت إشراف معالج متخصص في استعادة التوازن الداخلي للجسم.
التنويم المغناطيسي: يساعد العلاج بالتنويم المغناطيسي على تقليل المشاعر المرتبطة بالحدث الصادم والتغلب على المخاوف في العقل الباطن.
كيفية التعامل مع الصدمة النفسية
يمكن أن يفيد اتباع بعض النصائح في التعامل مع الأعراض النفسية والجسدية للصدمة وعلاج الصدمة النفسية، مثل:
ممارسة الرياضة: قد يساهم ممارسة الرياضة لاسيما التمارين الهوائية في تخفيف تأثير الصدمة على الجسم، وينصح بممارسة الرياضة 30 دقيقة على الأقل يوميًا.
التأمل الواعي: يمكن أن يفيد ممارسة تمارين التأمل الواعي، مثل التنفس العميق في الحد من تكرار عودة ذكريات الحدث المؤلمة.
التواصل مع العائلة والأصدقاء: تؤدي الصدمة النفسية إلى شعور بالرغبة في الانسحاب والعزلة، ولكن ينبغي على الشخص عدم الاستسلام لذلك، فالتواصل مع الآخرين يساعد في تخفيف الأثر النفسي للصدمة، وتحسين الحالة المزاجية، وكذلك تقليل خطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.
تعديل نمط الحياة: يساعد اتباع نمط حياة صحي في تخفيف أعراض الصدمة عن طريق الحصول على قدر كاف من النوم، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الأنشطة المحببة التي تخفف من التوتر.
نصيحة الطبي
يساهم علاج الصدمة النفسية بأنواعه المختلفة في مساعدة الشخص على مواجهة مخاوفه، وتعليمه مهارات للتأقلم مع الذكريات الماضية ومواصلة حياته، وكذلك الوقاية من تطور الأمر إلى اضطراب ما بعد الصدمة.